يرى علماء النفس أن من يقوم بتصوير نفسه «سيلفي» أكثر من ثلاث مرات في اليوم يعاني بشكل أو بآخر من اضطرابات نفسية ، كالشعور بضبابية المصير والتهميش , ومحاولات البحث عن ادوار جديدة و لفت النظر بطريقة أو بأخرى...هذا في حال الإنسان العادي ..وتصبح المسألة أكثر عويصة اذا ما كان الشخص المهووس «بالذات» هو شخصية عامة وجماهيرية كزعيم دولة عظمى مثلاً...
كمتابع جيد للأخبار صرت أتمنى أن أرى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» يرتدي ملابسه كاملة..فهو اما ان يتخلى عن نصفها العلوي ليرينا عضلات بطنه وصدره وذراعيه ، واما عن نصفه السفلي ليرينا عضلات رجليه وانشداد فخذيه وسلامة ركبتيه..لا بل صرت اتمنى ان أرى له صورة واحدة في الكرملين مقابل عشر صور في «ألجيم» الأمر الذي دعاني للتذكر ان كان رئيسا للـ»جمهورية» الروسية ام رئيسا «للجيم» فقط ولتذهب باقي الكلمة للجحيم..
الاسبوع الماضي أصدر الكرملين شريطا مصوراً للرئيس بوتين بمعية رئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف وهما يتجولان داخل احدى الصالات الرياضية ويمارسان العاب القوى والرياضات المختلفة ، وبقيت الكاميرا الرسمية تلاحقهما من قسم الى آخر ومن جهاز الى جهاز ويبث مقاطعاً لتمارين أخرى ليس للمشاهد ولا حتى للمواطن الروسي ناقة فيها ولا جمل..وهذا ليس المقطع الوحيد ولن يكون الأخير فتارة يظهر وهو يصارع نمورا سيبيرية، ومرة يخلع قميصه و»الشبّاح» ويركب الخيل عاري الصدر ،ومرة وهو يلهو مع الدلافين ايضاَ «من غير هدوم» ، ومرة وهو يقود غواصة صغيرة، وطائرات مختلفة ، وصور اخرى وهو يداعب الأطفال ويدلل الكلاب ليقول للشعب الروسي كل الكائنات تحبني ابتداء من الذباب مروراً بالنمور والتماسيح والدلافين وانتهاء بالكلاب...
هذا الهوس الذي اصاب الرئيس بجسده الرشيق يسوّقه بمبرر صار ممجوجا أحياناً بأنه يريد ان يوصل للشعب الروسي انه في صحة جيدة ولياقة عالية قادرة على حكم البلاد، وهذا جيد ومقبول ،لكن الجميع يعتقد ان صورة واحدة وأنت تركب الخيل او تمارس الكاراتية كفيلة بإيصال الرسالة...ثم ما فائدة ان يكون جسد الرئيس رشيقاً والوطن «مترهلاً» وما فائدة ان يكون الرئيس في صحة جيدة بينما الوطن في العناية المركزّة .!
الراي