facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الاردن والحزب الحاكم


شحاده أبو بقر
09-09-2015 05:43 AM

دأب بعض المجتهدين السياسيين خلال العقد الاخير, على طرح مقترحات تتعلق بطبيعة النظام السياسي في ألمملكة الاردنية الهاشميه , وذهب بعضهم إلى حدالحديث عما يسمى بالملكية الدستوريه , وينشط هؤلاء المجتهدون وسواهم ,في إستحضار فكرة الحزب الحاكم على مستوى الحكومات ,كلما أثير حديث عن قانون ألإنتخاب لمجلس النواب , ومن ذلك مثلا , ما يثار حاليا من ملاحظات حول مسودة قانون الانتخاب المحالة إلى البرلمان , وبالذات من حيث كونها لا تتيح من وجهة نظرهم , فرصة لاي حزب سياسي بمفرده , لأن يفوز باغلبية مقاعد مجلس النواب , وبالتالي الظفر بإمكانية تشكيل الحكومة وفقا لهذا الفوز , وكما هو متبع في دول العالم الغربي على وجه الخصوص ودول غيرها .

تلك في مجملها إجتهادات تتواءم نظريا , مع الفكرة الديمقراطية ذات النشأة والموطن الغربي أساسا , ولا غضاضة فيها علميا وفكريا , عندما يتعلق الامر بذلك العالم ألاخر, لكنها تتنافر كثيرا مع واقع الدولة الاردنية وطبيعة نظامها السياسي وظروفها المجتمعية والسياسية والإقليمية ونمط الثقافة السياسية السائدة في مجتمعنا الاردني المثقل ومنذ فجره , بالهم الاقليمي والعربي اكثر بكثير من أي مجتمع إقليمي أخر عربيا كان أم غير عربي , ولا يملك أردني واحد ان يجادل في صدقية هذه الحقيقة التي لا يمكن ولا يجدر إغفالها أبدا , إلا إذا كنا كمن يؤسس لبناء قصر لا يملك حتى ثمن إنجاز مخططاته .

الرجال الذين وضعوا دستور الدولة الاردنية إبتداء , كانوا رفعة في بعد النظر وإستشراف المستقبل وقراءة ما بين ايديهم وما امامنا وامامهم من ظروف وتطورات , ولهذا , فقد حصنوا ألملك رأس الدولة , وأدركوا بحصافة وحكمة تتطلبها المصالح العليا للدولة والوطن في كل زمان مهما كانت ظروفه ,أن الملك الشخص والمقام معا , هو وبحكم الموقع , المرجع وصمام ألامان ونقطة ألإرتكاز وقاعدة التوازن , ومن هنا حددوا صلاحياته بما يمكنه من الوفاء بهذه المتطلبات الاساسية التي لا مناص من توفرها , وإلا فإن البديل هو فوضى الاجتهاد والتصرف والسلوك عندما نفهم الديمقراطية على انها حقي في ان افعل ما أشاء ساعة أشاء ,أيا كانت نتائج ذلك على سواي وعلى البلد بمجموعه .

بوضوح يدركه الجميع ربما , بمن فيهم أؤلئك الذين تستهويهم مقولة الحزب الحاكم , لا بد من ألإقرار بأن مجمل ظروف الاردن منذ نشأ وحتى يومنا هذا , لا تقبل طبيعيا بهيمنة حزب بعينه او تيار سياسي بعينه دون سواه , على المنظومة البرلمانية والحكومية وفق رؤية ذلك الحزب او التيار , حتى لو أظهرت صناديق ألإقتراع ما يبرر ذلك حسابيا وفق المعادلة الديمقراطية التي تنحاز لمن صوتوا ايا كان عددهم , ولا تلتفت لمن تخلفوا ايا كان عددهم, ولا لمن قالوا لا وايا كان عددهم كذلك .

وبوضوح اكثر ويدركه الجميع , فإن واقع الدولة الاردنية واقع تشاركي بين مختلف التيارات السياسية والاجتماعية ولا مجال فيه للتفرد , إلا إذا كنا نود السير نحو الفوضى بخطانا لا بخطى غيرنا , وهو واقع يملي ويتطلب صون صلاحيات ألملك كما هي , والكف عن حديث الملكية الدستورية وبالذات , في هذا الوقت بألذات , وعندما نتماثل سياسيا واجتماعيا مع مجتمع السويد أو سويسرا , يمكن للمجتهدين عندها الحديث عما يسمونه ملكية دستوريه , أو حتى مقولة الحزب الحاكم , وعليه , فإن الصيغة المطروحة لقانون الإنتخاب حاليا , تعي جيدا كل الظروف والحقائق , ومن هنا فقد أسست لمبدأ التشاركية الاوسع والاشمل في تولي وإدارة شؤؤن الدولة برلمانيا وحكوميا وعلى كل صعيد . الحزب الاردني الحاكم هو الحزب الهاشمي بريادة الملك , وما عدا ذلك وهم لا يجب أن يتوهمه أحد ينتمي لهذا الوطن ويحبه ويحرص على أن يبقى آمنا مستقرا ويريد له ولشعبه الواحد وحتى لنفسه هو واهله واولاده كل خير , وليتنافس الجميع تنافس الإخوة الشرفاء تحت مظلة الدستور والعرش الهاشمي , والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :