الشهداء .. أكرم بني البشر
مالك نصراوين
20-05-2008 03:00 AM
قبل ايام ، سقط الشهيد البطل المقدم محمد الطراونة ، مرويا بدمه ثرى الاردن ، الذي عبق دوما بأريج الشهادة والاستشهاد ، سقط الشهيد دفاعا عن الاقتصاد الوطني في وجه المهربين ، وكان الشهيد المقدم مقداما في ملاحقة هولاء المجرمين ، لم يتعرض لرصاص غدرهم الا بعد ان استبسل في ملاحقتهم ، غير آبه بالنتيجة المتوقعة وهي الاستشهاد .
لقد كان شهيدنا البطل ، مثالا للشهامة والبطولة التي تميز بها جيشنا ، الجيش العربي الاردني على الدوام ، انها تعبير حي ، عن العشق الهائل الذي يختزنه الشهيد لوطنه الاردن ، وعن مدى الالتزام بالرسالة الوطنية والقومية للجيش العربي ، وعن روح التضحية والفداء التي يتحلى بها ، في هذا الوقت ، الذي تعز فيه الشهادة ، ويتراكض فيه المتراكضون ، لجمع المال أو تبوا المناصب ، فحمل الشهيد روحه على كفه ، فداءا للاردن الذي احبه حبا حقيقيا ، ترجمه عمليا الى التضحية بحياته من اجله .
بهذه الروح الوطنية العالية ، وبهذه الشجاعة التي عز نظيرها ، تصدى الشهيد للمهربين ، فكيف به لو كان في مواجهة مع اعداء من صنف أخر ، اكثر خطورة على الوطن وأبنائه ، اعداء يسعون للنيل من الاردن واذلال شعبه واحتلال ارضه ، لا سمح الله .
ان وطنا به من امثال الشهيد البطل المقدم محمد الطراونة ، لن يذل ابدا ، ولن ينال منه عدو او طامع ، وسيظل يرتفع من بين أصنام عبدة ملذات الحياة ومغرياتها ، منارات الشهداء ، ومشاعل دمائهم ، تهدينا الى طريق الوطنية الحقة ، وتنير لنا الدرب التي ضللنا ، وتسلط الضوء على الاصنام وعبدتها ، لتعريهم امام الشعب ، كي ينطفيء الجمر في ايدي القابضين عليه، من عشاق الوطن الحقيقيين .
شهيدنا البطل يستحق منا اكثر مما كان ، ان استشهاده درس يجب ان نتعلم منه الكثير ، وان يزرع فينا الامل ، باستنبات بذور الخير المنثورة في كل ارجاء وطننا .
الشهداء هم أكرم بني البشر ، فهل من هو أكرم ممن يضحي بحياته في سبيل اباء وطنه ، ومن واجبنا ان نكرم الكرماء بكل ما يليق بهم .
mnasrawin@yahoo.com