عمون - (بترا)- اكدت جمعية معهد تضامن النساء الاردني ان ظاهرة "تأنيث الفقر" تضعف مشاركة النساء الاقتصادية وتزيد من أعبائهن المالية، خصوصا أن 93 بالمائة من السيدات المتزوجات لا يمتلكن منزلا أو أرضا.
واظهر تقرير احصائي عن دائرة قاضي القضاة في الأردن ثبات نسبة معاملات التخارج خلال الأعوام 2009-2013، التي تعني صلحاً بين الورثة يتضمن تنازلاً في غالبية الحالات عن حصص الإناث الإرثية لصالح الذكور.
وتشير "تضامن" الى أن مصطلح "الصلح بين الورثة" الذي يشار اليه لمعاملات التخارج يخفي بين طياته حرمان العديد من النساء من حصصهن الإرثية كلها أو بعضها بكافة الطرق والوسائل كالتخجيل والترهيب، وإن من شأن ذلك زيادة أعداد النساء الفقيرات والذي تعكسه الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية.
ووفقاً للتقرير فإن مجمل معاملات الإرث والتخارج لعام 2009 بلغت 17629 معاملة منها 3904 معاملات تخارج بنسبة 22.1 بالمائة، أما في عام 2013 فقد بلغت مجمل المعاملات 19435 معاملة منها 4272 معاملة تخارج وبنسبة 21.1 بالمائة، فيما كانت نسبة معاملات التخارج عام 2010 بحدود 22.5 بالمائة، وفي عام 2011 حوالي 21.2 بالمائة، وفي عام 2012 بلغت 20.9 بالمائة. وأشار مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2012 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة الى أن تدني ملكية الأردنيات للممتلكات مرتفعة القيمة كالأراضي والعقارات بشكل كبير مقارنة مع ملكية الرجال، وترتب هذه النتائج التي توصل لها المسح آثار سلبية بالغة الخطورة على حياة النساء وإستقلاليتهن المادية وعلى وجه الخصوص النساء اللاتي يرأسن أسرهن.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن أن 93 بالمائة من السيدات المتزوجات حالياً وأعمارهن ما بين 15-49 عاماً لا يمتلكن منزلاً أو أرضاً ، في حين تمتلك 3 بالمائة من السيدات المتزوجات حالياً منزلاً أو أرضاً لهن.
ويؤثر العمر ومستوى الرفاه على نسبة السيدات المتزوجات اللاتي لا يمتلكن حالياً منزلاً و/ أو أرضاً فترتفع هذه النسبة لدى الفئات العمرية الصغيرة بينما تقل لدى الفئات العمرية الأكبر، وتفصيلاً تصل نسبتهن الى 98 بالمائة للمنازل و98.6 بالمائة للأراضي للفئة العمرية (15-19) عاماً، و98.8 بالمائة للمنازل و97.7 بالمائة للأراضي للفئة العمرية (20-24) عاماً، و 97 بالمئة للمنازل و95.9 بالمائة للأراضي للفئة العمرية (25-29) عاماً، و93.3 بالمائة للمنازل و93.8 بالمائة للأراضي للفئة العمرية (30-34) عاماً، و92.5 بالمائة للمنازل و92.9 بالمائة للأراضي للفئة العمرية (35-39) عاماً، و90.7 بالمائة للمنازل، و90.3 بالمائة للأراضي للفئة العمرية (40-44) عاماً، وأخيرا 87.2 بالمائة للمنازل و87.5 بالمائة للأراضي للفئة العمرية (45-49) عاماً.
ونسبة النساء في الريف واللاتي لا يمتلكن منزلاً ترتفع مقارنة بالنساء في الحضر، إذ تصل نسبتهن في الريف للاتي لا يمتلكن المنازل الى 95.4 بالمائة وفي الحضر بنسبة 92.8 بالمائة، أما نسبة النساء اللاتي لا يملكن الأراضي فإنها ترتفع في الحضر عنها في الريف، وتصل في الحضر الى 93.6 بالمائة أما في الريف فتصل الى 90.7 بالمائة.
وتضيف "تضامن" أن نسبة النساء اللاتي لا يملكن الأراضي على مستوى الأقاليم جاءت متقاربة (إقليم الشمال بنسبة 90.2 بالمائة، إقليم الوسط بنسبة 94.2 بالمائة، إقليم الجنوب بنسبة 92.6 بالمائة)، إلا أن نسبة عدم تملك النساء للمنازل في إقليم الجنوب تنخفض بشكل ملحوظ مقارنة مع إقليمي الشمال والوسط ( إقليم الجنوب بنسبة 65.5 بالمائة، إقليم الوسط بنسبة 92.6 بالمائة، إقليم الشمال بنسبة 94 بالمائة).
كما أن للأمية بين النساء دورا هاما بارتفاع نسبة عدد النساء اللاتي لا يمتلكن المنازل والأراضي، فكلما إرتفع المستوى التعليمي للنساء كلما إنخفضت نسبة اللاتي لا يمتلكن المنازل والأراضي، فنسبة النساء الأميات اللاتي لا يمتلكن الأراضي وصلت الى 98.7 بالمائة والمنازل بنسبة 98.5 بالمائة، فيما جاءت نسبة النساء المتعلمات (أعلى من التوجيهي) واللاتي لا يملكن الأراضي 90.7 بالمائة والمنازل بنسبة 89.3 بالمائة.
وتشير "تضامن" الى أن محافظة معان هي المحافظة الأولى في نسبة عدد النساء اللاتي لا يمتلكن المنازل وبنسبة 97.2 بالمائة وأقلها محافظة العاصمة وبنسبة 90.8 بالمائة، فيما جاءت محافظة العقبة الأولى في نسبة النساء اللاتي لا يمتلكن الأراضي ووصلت الى 96.1بالمائة، وأقلها محافظة الطفيلة وبنسبة 88 بالمائة.