لا يزال العالم العربي يكتوي بنيران التآمرنتيجة اللعبة الاممية والتي كانت محطتها الابرز اتفاقية سايكس بيكوعام 1916م والتي قسمت الوطن العربي حسب هوى الدول الكبرى.
أنها العقلية التآمرية العالمية التي تقسم العالم حسب الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
تنامي التطرف بصورة غير مسبوقة، وتحرك النعرة الطائفية بقوة وظهور التنظيمات الارهابية تحت مسميات عديدة,وبروز تنظيمات وحركات من كل شكل ولون,وكذلك نشاط الاجهزة الاستخبارية العالمية، والاقليمية الداعمة لمثل هذه المنظمات الارهابية ,كل ذلك يؤكد ان المنطقة تواجه حالة التآمر وان ما يحدث بها ليس بالصدفة ,بل يجري بتخطيط دقيق ,يستهدف الدول والشعوب من قوى خارجية وايادي داخلية داعمة للفوضى ,ولا تريد لهذه الامة ان تبقى حية ومؤثرة ,ويزعجها تحقق اي نوع من التنمية والتقدم في العالم العربي ,بل تريده عاجزا وضعيفا وفي حالة خوف وفوضى وتبعية واضطراب دائم.
تريد استنزاف ثرواته المالية والبشرية بواسطة الارهابيين ,ومهربي المخدرات وتجار السلاح .
مثالا على ذلك وجد في مصر خلال الستة اشهر الماضية انه تم ضبط المهربات التالية:
ستة آلاف قطعة سلاح ,و2350كغم من المتفجرات و96طن من المواد المخدرة و18مليون قرص مخدر ,وكذلك عشرات الآلاف من علب السجائر المسرطنة والتي تم اكتشافها داخل مصر وتعرض باسعار زهيدة ,وذلك بغية استهداف فئة الشباب البالغ نسبتهم 65%من عدد السكان لتدميرهم وتدمير مستقبلهم ,وتحويل الامة الى حالة من الفوضى واللاأمن حتى تصاب بالانهاك وتكون قابلة للاختراق والتفكك.
يراد رسم خريطة للمنطقة ككل ,بحيث يكون لكل جماعة دينية أو مذهبية أوعنصرية كيان خاص بها,ومن ثم وضع الاسلام في جبهة ,وحضارات العالم الاخرى في جبهة معاكسة في اطار صراع الحضارات ,بحيث يكون الخاسر هو القومية العربية باعتبارها حاضنة للتنوع الديني ,والاسلام باعتباره عقيدة سمحة يؤمن بالاديان الاخرى ويحترم التنوع العرقي والمساواة ويعطي الحريات للجميع.
سيربح مشروع تهجير المسيحيين من الشرق العربي ,وتصعيد كراهية المسلمين في الغرب .
الغرب وخاصة الاتحاد الاوروبي وامريكا وكندا يعمل على تشجيع وتسهيل هجرة مسيحي الشرق ولجوئهم اليهم.
بدأت دول الاتحاد الاوروبي تضيق ذرعا بتضخم عدد المسلمين ,وحرصهم على التمايز عن بقية المجتمعات التي يعيشون بها .
يحتاج الغرب الى مبرر اخلاقي لوقف تدفق المسلمين وللحد من انتشارهم ولكبح جماح توجهاتهم نحو اقامة جزر اجتماعية- دينية ,ويتمثل المبرر الاخلاقي في تشجيع مسيحيي الشرق على الهجرة,وتصوير هذه الهجرة على انها تعبير واقعي عن رفض المسلم لأخيه المسيحي وعلى كراهية الاسلام للمسيحية,لشق الصفوف وزرع الفتنة والبغضاء بين الطرفين على المبدأ الانجليزي فرق تسد .
ان الايعاز لبعض العناصر المتطرفة للاعتداء على المسيحيين ودور العبادة هو جزء من المخطط الارهابي الكبير لشق الصفوف وتفريق الناس وخلق العداوات والكراهية بينهم – كما كان يحدث عندما كانت المنظمات الصهيونية تقوم بالاعتداء على اليهود العرب وخلق الرعب بين صفوفهم لتجبرهم على ترك بلدانهم العربية والهجرة لاسرائيل وتتهم العرب بالاعتداء عليهم ,مع العلم انهم لم يتمتعوا بحرية دينية كما كانوا يتمتعون ضمن الحكم العربي بالاندلس حيث كان عددهم يتجاوز الخمسين الف يهودي في قرطبة ولديهم دور العبادة المتعددة – وهكذا يصبح استقبال المهاجرين المسيحيين في المجتمعات الغربية واحتضانهم ومساعدتهم تجسيدا للقيم الانسانية التي تنادي بها الثقافة الغربية .
هنا تلتقي ايضا وتتكامل جريمة الاعتداء على مسيحيي الشرق وتهجيرهم مع برنامج الضغط على الحضور الاسلامي في الغرب ,أو على الاقل تحجيم هذا الحضور دون ان يبدو ذلك انه اضطهاد ديني وعنصري .
تتقاطع هذه المصالح مع مصلحة اسرائيل الاستراتيجية في تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات طائفية وعنصرية ومذهبية متصارعة على الحدود والمياه وعلى الثروات الطبيعية,بحيث تكون الدولة اليهودية مبررة بيهوديتها ,وبحيث تكون هي القوة المتفوقة وصاحبة العصا الغليظة واليد الطولى في المنطقة .
أماالهجرة النبوية من مكة للمدينة ,كانت بسبب ايذاء الرسول في مكة ,فرحل وصحبه للمدينة التي اصبحت نواة لاقامة الدولة العربية التي تدين بالاسلام وكانت مركزا لانطلاق الجحافل للفتوحات الاسلامية لنشر مبادئ الدين الحنيف والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع واعطاء الحريات في ثلاث قارات هي اسيا وافريقيا واوروبا .
عندما وصل الرسول صلعم الى المدينة,رحب به الجميع وكل واحد يطلب استضافته,فقال اتركوا الناقة تختار ,فذهبت الناقة وبرخت أمام بيت ابي أيوب الانصاري, فنزل الرسول ببيته وآخاه .
في عهد معاوية ابن ابي سفيان اي في بداية الدولة الاموية ,اشترك ابو ايوب في جيش متوجه لفتح القسطنطينية , وكان قائد الجيش يزيد ابن معاوية
كان ابو ايوب كبير السن ومرض اثناء الحملة,حضر اليه يزيد لزيارته اثناء مرضه يعرض عليه اية طلبات,فقال ادفنوني في المكان الذي يصل اليه الجيش.
فعلا تم ذلك ودفن في اسطنبول في الجزء الاوروبي أمام القرن الذهبي
استمرت بعدها اثناء حكم الامويين والعباسيين محاولات لفتح القسطنطينية لمدة سبعة قرون.
لم تنجح تلك المحاولات لفتح القسطنطينية الا بعد سبعة قرون اي سنة 1453م على يد محمد الفاتح اثناء حكم العثمانيين.
لقد امر محمد الفاتح ببناء مسجد ضخم حول مقام ابو ايوب وأسماه جامع السلطان ايوب ,تخليدا لذكراه .
لم يعامل العثمانيون في الآونة الاخيرة اثناء حكمهم للبلدان العربية السكان معاملة مستنبطة من روح الاسلام ولكن بكل قسوة وشدة,مما حدا بالعرب أن يثوروا عليهم ويطالبوا بالانفصال والاستقلال,فسارعت الدول الغربية الى التقسيم والتشتت.
قام كمال اتاتورك بتأسيس دولة علمانية في تركيا بعدانتهاء الدولة العثمانية وانفصال الدول العربية عنها بعد تقطيع اوصال الدول العربية
بدأ اردوغان والاحزاب الاخرى تأسيس دولة اسلامية معتدلة في تركيا, ولكن لديها تطلعات للعودة للخلافة العثمانية,ولديها الرغبة بالعودة للسيطرة على الدول العربية ,للتحكم بمقدراتها وثرواتها الطبيعية,والعرب لايزالوا مفتتين وغير مدركين لما يجري حولهم .
من أشكال التهجير القسري,هو تهجير مليون شخص فلسطيني من ارضهم بقوة السلاح عام 1948تنفيذا لوعد بلفورسنة 1917للاقطار العربية المجاورة كالاردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق,كما صودرت املاكهم ودمرت قراهم,وهذا ما يسمى بالتطهير العرقي وهو ابشع انواع اللجوء,كما تمت عملية النزوح ايضا بعد عام 1967.
كذلك حصل مع الافارقة الذين اقتيدوا من بلدانهم الى امريكا وغيرها,واقتلعوا من جذورهم منذ مائتي عام,وبيعوا عبيدا ورقيقا في العالم الجديد.
يتبع ذلك التصفيات العرقيةوالابادات الجماعية كما حصل بقتل عشرين مليون من الهنود الحمر بامريكا.
هناك تهجير خارجي ونزوح داخلي في سوريا والعراق لتثبيت انواع التفرقة والعنصرية والطائفية.
تؤمن جميع الاديان السماوية بالعدالة والمساواة وحقوق الانسان لدى الجميع بمختلف أطيافهم,لكن مخططي تدمير الشعوب بعيدون عن كل دين وعن كل عدالة,ولا يهمهم الا مصالحهم وتحقيق رغباتهم والسيطرة على مواردهم والاستفادة من كل تقسيم وتشتيت لدى الآخرين.
dr.sami.alrashid@gmail.com