مبادرات مخيم سوف .. الجامعة الأردنية نموذجا
ظاهر احمد عمرو
06-09-2015 01:04 AM
في آخر اجتماع للمجلس المركزي لحزبنا حزب الحياة الاردني، طرح صديقي وعضو حزبنا السيد محمد الجبالي على هامش الإجتماع، مبادرة من مخيم سوف في جرش أعجبتني، وتتمحور حول مجموعة من وجهاء المخيم، تنادوا واجتمعوا وقرروا مقاطعة كل حفل فرح، يتم فيه اطلاق الأعيرة النارية إن كان خطبة أو زواجا أو نجاحا، وأن يحاسب أهل الفرح بخروج الضيوف حال سماعهم لإطلاق أعيرة نارية، احتجاجاً على تلك الأعمال التي لا يستفيد منها أحد، وتتسبب في الكثير من المآسي وتنقلب الأفراح فيها الى أتراح.
هذا الجانب يعزز قرارات الحكومة، التي نعتقد أنها جادة في منع تلك الأفعال المشينة، خاصة بعد تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني بمحاسبة مطلق النار في الأعراس حتى لو كان ابنه، وذلك بتغليظ العقوبات على مطلقي الاعيرة النارية حيث يعتبر مطلقها شريكاً في القتل العمد.
اما القرار الآخر وهو منع اقامة عشاء أو غداء من قبل أهل الشخص المتوفي ووضعوا يافطة تدل على ذلك في المقبرة، حيث أنها عادة ابتدعها المجتمع الأردني وهي مخالفة لشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال : (اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يُشْغِلُهُم)، لأن أهل الميت يكونون مشغولين في حزنهم على فقد ميتهم، أما في هذه الأيام فأصبح أهل الميت مشغولين بإعداد الطعام للمعزين، أكثر من انشغالهم بميتهم، ناهيك عن التكاليف الباهظة التي يتكبدونها، وهي من اموال الإرث التي لا يجوز التصرف بها على هذا النحو.
وإنطلاقا من كل ذلك وقعوا قواعد ملزمة للجميع، وأجمل ما في الأمر، أن غالبية أهل المخيم وافقوا على تلك القرارات وأقروها والتزموا بها، ولهذا فإنني أتمنى تعميم تلك المبادرات والقرارات على بقية مناطق الوطن خدمةّ للمجتمع .
أما الطرح الآخر فكان من الأخ الدكتور عبد الفتاح الكيلاني الذي قال أن مجموعة من طالبات كلية الطب في الجامعة الاردنية، إجتمعن وقررن ترجمه الأبحاث والإكتشافات العلمية في مجال الطب الى اللغه العربية، ومن ثم توزيعها مجاناً حتى نتواكب مع آخر التطورات و الأبحاث العلمية.
وكان هناك اقتراح آخر لتطوير ذلك العمل واستمراره وهو إنشاء جمعية تهتم بهذا الأمر، فتحية لأهالي مخيم سوف على تلك المبادرات، وتحية لمجموعة الطالبات في الجامعة الاردنية على تلك المبادرة.
جعل الله كل مبادراتنا خدمة لهذا الوطن الجميل الذي نريده أجمل وهذا الوطن الكبير الذي نريده أكبر .