المسيحيون الأردنيون .. اقربائي
05-09-2015 06:59 PM
المسيحيون الأردنيون كلُّهم أقربائي. لا مجازَ في العبارة. إنَّما بالعِرْقِ والدمِ والتراب. الغساسنةُ والمناذرةُ وأحفادهم في عائلاتِ عمَّان والسلط والكرك وعجلون وإربد والمفرق ومادبا وجرش وعشائر الشوام المسيحية العمّانية. وأينما علّقوا آمالهم عِنْدَ شجرةِ الميلاد. كلُّهم أقربائي. ولا أنسى المسيحيينَ الفلسطينيينَ، أخوالَ أولادي.
المسيحيون الاردنيون الذين يصعدونَ كرازةَ الحياة، بجلالٍ وبهدوءٍ شديدٍ، ويُحافظون على بلادنا، وتقرعُ كنائسهم لمعاذ الكساسبة، ويُعرضونَ عن الذين يدعونَ عليهم من فوق منابر الجمعة. لا يردّون. يذهبونَ إلى الغداءِ ويشربون شعيرَ البيرةِ، ويعيشونَ ببساطة.
المتعلماتُ والمتعلمون، الفلاّحاتُ والفلاحون، الذين عاشوا في كتب غالب هلسا. المسيحيون الذين لا يريدون دولةً دينية، يريدونَ أن يذهبوا الى صلاةِ الأحد، ويعودوا لبناتهم واولادهم وبيوتهم بحلوى وفاكهةٍ وزجاجةِ نبيذ.
إنهم لونٌ خاصٌ وجميلٌ ومتطوّرٌ وضروريٌّ للأردن. وإذا كانت الدولة الأردنية لا تأبهُ، فإنَّ عليها أنْ تدقِّقَ في سجلات المهاجرين المسيحيين الأردنيين في السنوات الأخيرة.
ثمّ أنَّ المسيحيين أصدقائي. زوجتي وأنا وأولادي ندخلُ بيوتهم العامرة والسعيدة. يجتهدونَ في الضيافة والرقيِّ والمحبّة. يمنحونك البيتَ كله. ومن حظي حين أكونُ في الفحيص والسلط والكرك وإربد وعمّان ومادبا. فلديَّ أبوابٌ ودودةٌ أطرقها، وتُفتحُ لي بما في السرور من كرمٍ وعذوبة.
حين يهاجرُ المسيحيون من هذه البلاد، فسيأخذون كثيراً من الجمال والاختلاف والمحبة التي تشبهُ مناولةَ خبزٍ. ذَلِكَ الذي هو كفافُ الوردِ في المزهريّات، وكفافُ الطفلِ في القماط، وكفافُ الدوالي من دمعةِ النبيذ ..