حتى نفهم الجعفرية والصفوية
طارق مصاروة
05-09-2015 03:46 AM
هي مجموعة بيانات صدرت في العراق عام 2006 عن هيئة لم نسمع بها اسمها الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية, وذلك تحت اسم «المشروع الوطني».
ولا نعرف هل أن الكتاب المتواضع التجليد هو كتاب جديد أم انه كتاب قديم من تسع سنوات, لكن اغلب الظن ان نشره الان يدل على حنكة وذكاء لأن ما ورد في 2006 يفسر ما يجري الان.
من البيان رقم 1 الى البيان السادس والعشرين, نفهم عن هذه الهيئة انها تفرّق بين الشيعة الجعفرية (العربية) والشيعة الصفوية (الفارسية). وان الكلام الاميركي عن الاكثرية الشيعية, انما هو نمط من زراعة النفوذ الايراني تحت مظلة الاحتلال الاميركي, واستثارة النعرات الطائفية التي تقسّم الشيعة, وتقسّم السنّة, وتقسّم الاكراد.. وتجعل من العراق العظيم أرضاً للصراعات المذهبية والطائفية والعرقية. وفخ الاستدراج جيران العراق لتوسيع الحرائق في البلد العربي, وحين قرر الرئيس اوباما الانسحاب من العراق (ومن افغانستان) على اعتبار ان ادارته لا علاقة لها بهذه الحروب, ولا تريد التورط في عقابليها. فإن المسرح كان ممهداً لظهور داعش.. وقام المالكي وهو المقرّب من واشنطن وطهران بتقديم اسلحة ثلاث فرق من الجيش العراقي لداعش.. وتقديم الموصل درة المحافظات الثلاث في غرب العراق, الى الدولة الاسلامية: فتكون هذه الولايات دولة السنة, وبغداد والجنوب دولة الشيعة والمحافظات الثلاث الشمالية دولة الكرد.
في بيانات الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية, وكلها صدرت عام 2006, كان واضحاً أن هذه القوة الوطنية لم تغب عن الساحة.. فهي الآن في شوارع بغداد والناصرية والبصرة. وهي التي كانت وراء فضح مؤامرة المالكي وطهران, وهي الان تكسب ارضاً جديدة بالمرجعية, وبالعبادي, وبتقرب التيار الصدري منها عبر تأييده للتظاهرات المنصورة.
كان بدوي الجبل الشاعر العظيم «العلوي» يرفع قبضته في وجوه القادة الى الابد: نامت الشام واستغلوا كراهاموعد الهول بيننا أن تفيقا.
ولم تنم أعين العراقيين العرب ولا السوريين, وها هم يرسمون موعد الهول على كل أفق: لا الصفويين ولا العلويين ولا الداعشيين, ولا النصرة.. فهذه قوى مصنوعة تتحرك حين تنام الشام والعراق لكنها ستنهزم لدى.. موعد الهول. الراي