facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




طفل سورية .. عين الله لا تنام


شحاده أبو بقر
04-09-2015 09:58 PM

تذكرنا صورة طفل سورية المسجى جسده الغض على شواطئ تركيا، بحادثة المرأة العربية في زمن غبر.

كانت أرملة تملك كشكا على حافة النهر تعيل به أيتاما لها، وذات يوم غابت المرأة عن كشكها البسيط لأمر ما، وعندما عادت وجدت الكشك وقد إختفى، جن جنونها فقد ذهب مصدر رزقها وأيتامها وطفقت مذعورة تبحث عنه على الشاطئ، سألها أحدهم عما تبحث ليخبرها بأن رجالا من السلطة قد أزالوه وذهبوا به، وقفت المرأة حزينة كسيرة الخاطر، ثم نظرت إلى الاعلى تسأل العزيز الجبار قائلة، إلهي، أنا كنت غائبة، أنت، أين كنت.

ويأتي جواب من لا إله إلا هو رب المستضعفين نصير المظلومين ومن لا معين لهم سواه، ليخسف الارض بعرش كسرى وجنوده وأعوانه، في زمن عزَّ فيه الاعوان وكثر المنافقون والافاكون المناصرون للظلم والقهر والطغيان على أشلاء الشعوب المقهورة بأيدي ألطغاة من حكامها رغما عنها.

ويتكرر المشهد اليوم، طفل في عمر زهرة تقذفه جبال الموج الهادر على رمال بلاد ليست بلاده، بعد إذ إختطفه الموج العاتي من بين يدي والده الفار بأسرته، بحثا عن حياة فيها حياة في بلاد الغربة هربا من بطش حاكم يعجب الكون كله كيف يغمض له جفن وكيف ينام وهو يرى شعبه أشلاء إما داخل وطنه، أو هناك في طول الكوكب وعرضه، حيث الغربة والشوق لاهل تقطعت بهم السبل ولا أحد يدري لهم مصيرا.

يحدث كل هذا واكثر من أجل عيون كي يبقى الحاكم حاكما حتى لو كان الثمن إزهاق أرواح شعبه كله، ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد الاحد جل وتعالى في علاه.

خلاصة القول الذي لا يدركه طغاة العصر، هو أن عين ألله خالق الكون ومدبر أمره جل في علاه، لا تنام، وهو سبحانه يرقب ويرى، ولا جدال أبدا في أن سخطه نازل يحل بكل ظالم مهما تبلد وطغى وتجبر، فإن كانت عيونهم تنام على أنين شعوبهم وأشلاء أطفالها وعذاب نسائها وشيوخها ودماء شبابها، فإن عين الله لا تنام أبدا أبدا أبدا، ولينتظروا عقابه وسخطه وغضبه جلت قدرته، أما المنافقون الساكتون عن الظلم الذين لا تتحرك لهم مشاعر أمام هول ما يرون من فظائع، وبخاصة أولئك المناصرون للظلم الباحثون عما يسمونه مصالحهم، وقبلهم الداعمون لهذا الظلم بحثا عن أوهام وأحلام بائسة في بلاد العرب، فلهم أن يتيقنوا من أن سخط الله لهم بالمرصاد، وان بلاد العرب عصية على مخططاتهم مهما توهموا خلاف ذلك، فلا نامت أعين الجبناء، والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :