اركضْ، الهثْ، توّقف،ْ امشِ، ثم اركضْ ثانية ولا تنظر وراءك..
اركض إلى المجهول ... إلى البحر
اسبح، توّسل، صَلِّ، صارع الموت ..
دقات قلبك امتزجت بموج البحر غير الحنون..
البحر ينبض طفلاً مع كل موجة ترتفع لتقذف نبض جرح عربي!
حتى أنت يا بحر!
اللجوء إليك اصبح انتحارا.. أمواجك ليست حنونة أيضاً...
والبحث عن رحمة ما زال جاريا في زمن سقط فيه السقوط!
ربما يجد من يركضُ يهربُ يلهثُ، فوّهة بركان آخَر، تقذفه إلى الأرض مرّة أخرى!
الأرض مصرّة أن تعانق أولادها وتبكيهم...
لا هي قادرة على حمايتهم .. ولا هم قادرون على حمايتها!
هي خائفة، وهم عيونهم تنطق رعباً .. والحماية في سبات عميق عقيم!
وانت تصرخ: متى سأجد وسادة؟
تصرخ: يا بحر يا بَحَرْ
متى سأجد وسادة؟
رأسي مُتعَب..
البحر مدّ يده..
خدعني
ابتلعني
لِمَ غَدَرتَ بي؟
أحبكَ!
أحببتُك!
ألَم تر هذه الأيادي تَصرُخُ مُستَنجدة؟
كُن رحيماً..
لا وسادة..
ولا مأوى..
ومُهَرٌبٌ بشع..
وعدَ وَوَعَدَ..
بلسان البحر..
ودفء الأمواج
لم تكن رحيماً يا بحر!
اجعلني عالمك!
الصامت الثائر الغاضب
من أنت؟ من يُحركك؟ من وراؤك؟ دوافعك!؟
لا أريد إجابة بعد الآن...
فأنا في القاع ..بهدوء..
وإن قَذَفْتَني لأرضي، لترثي جسدي الصامت ...
حزني وألمي ما زالا بحراً يحبك يا بحر!