صباح الملائكة يا "إيلان"... صباح قميصك الأحمر بلون الدم وليس الورد. وأما قبل, وأما بعد لا أردي هل أغمس ريشتي بماء البحر لأكتب لك بملحه رسالة...أم أرسم بها على الرمل الذي غرستَ به ريشات جناحيك الرسالة؟!
يا أيها العصفور السوري، الكردي، الإنسان، أكاد أرى حول أذنيك مرور مقص الحلاق وقد رتّب لك الشعرات إيذاناً للظهور بين أطفال الغرب السعداء بمظهر الطفل الوسيم, الأنيق، الجميل مثلهم تماما فيما لو نجح قارب الخشب الذي كنت عليه كحمامة بيضاء من عبور اليَم الذي فتح فَكيه على اتساعهما وأخرج ألسنته الموجات كي تلعق حياة أبيك,وأمك,وأخيك,وحياتك أيضا,ثم لتتقيأ طراوة جسدك على رمال الشواطئ كرسالة أخيرة لإنسانية لم تعُد تُحسن القراءة,والفهم,والعطف,ولم تعُد جلوددها تُحسن القشعريرة كما لم تعد تُحسن البقاء أطول في قلوب أشباه البشر!. لا أدري ما أقول,لا أدري كيف أسكب الدمع من عينين سأرمي بهما إلى نار الوجع كي لا تُشاهدا مرّة أخرى كيف أن طفلا بعمر صغير الأيْل يا "إيلان" قد رمى البحر بجثته لينقذنا نحن الغرقى القابعين على شطوط مسارح الموت,والذبح,وفيضان الدم في سوريا,والعراق,وفلسطين,وليبيا,واليمن!.
لا أدري يا "إيلان" هل أنت الرسالة الأخيرة التي ستصحو بعد قراءتها ضمائرنا, أم أنك الحرف الأول,في الفقرة الأولى من الرسالة الأولى التي سيتبعها الكثير,الكثير؟!.