لا اعرف كم عدد البيض الذي نستهلكه سنويا....لكنه بالتاكيد اكثر من مائة ضعف سكان الارض...البيض يقلى ويسلق ويشوى ويستخدم في وصفات الفطائر وكعكات الاعياد...

لجمع البيض عيد نلونه فيه ونقدمه في احتفالاتنا...

اكثر المواد الغذائية التي تدخل في وصفات امهر الطهاة وصفة البيض تارة نستخدم البياض واخرى الصفار وكثيرا ما نستخدمهما معا..موائد الافطار لا تخلو من البيض الذي يمزج بالحليب او الخضار او يقدم كما هو ..وللبيض رائحة واثرا لا يرغب الناس في ان يتسلل الى انوفهم لذا فاجراءات التنظيف تتضاعف للاطباق التي مر عليها البيض.

البيض طبق اقل كلفة واغنى غذائيا من كثير من الاطعمة يحبه الفقراء والاغنياء ويتقن الجميع تحضير اطباقه دون العودة الى وصفة الجدات او مذكرات الشيف رمزي.

بعض الامهات اللواتي يمعن في الدلال على الانسباء الجدد يعلن بان بناتهن عشن حالة من الترف بحيث ان لا واحدة منهن تعرف ان تعد طبقا من البيض.

بيض السمك مادة سحرية تقف على قائمة اكثر المواد التي يقبل على استهلاكها الاغنياء والمشاهير...بعض انواع الاسماك يجري اصطيادها لاستخراج الكافيار من احشائها وتعليبه او الدفع به طازجا الى موائد الاثريا والذواقة في ارجاء الدنيا.

الفرق بين البيض البحري وبيض الطيور التي لا تطير كبير جدا في اللون والحجم والمذاق وفوق ذلك في السعر والمعاني واشكال التقديم...

انا شخصيا لا احب مذاق الكافيار ولا رائحته ولا شكله...الاخوة الايرانيون يهدون اصدقائهم في عمان الغربية بيوض اسماكهم التي يحبونها ويتحدثون عنها في جلساتهم وسهراتهم الخالية من الدسم .وبعضهم لا يحب من ايران غير كافيارها وفستقها الحلبي.

منذ ايام امضينا اكثر من نصف ساعة بصحبة بعض الاغنياء الجدد الذين يتشكل عالمهم من اماكن ومنتجات واشخاص تنشرعلى طول الارض وعرضها ..فسيجارهم كوبي وكافيارهم ايراني ..والتكيلا مكسيكية والسوشي يابانية ومراكبهم "يخوتهم" ايطالية وقصصهم ومغامرات تمتد من فيجاس الى فينا....

لم اجد ما اقول غير انني تركت التدخين...ولا احب الكافيار ولا احب الملح الذي يلف حواف اقداح التكيلا...كما انني لا احب البيض ولا استمتع بتناوله.