في عيادة التجميل جلس العربي المتنوّر بجانب سيدات ثريات وشابات وسيمات وأخريات يرغبن في عمل تحويلة في "الانف"، او مطبات اضافية في مواضع مختلفة.. ظل ينتظر دوره لمقابلة الطبيب..
كانت الصور «قبل وبعد» تملأ المكان، شفاه رقيقة «قبل» تصبح مثل أرغفة البيتزا غليظة وحمراء «بعد»...تدخل «حمدة» تخرج «هيفا»...تدخل «نوفة» تخرج هيفا..تدخل «حجّة» تخرج «هيفا»... تدخل «محمود» تخرج هيفا... يا لهذا الجيل المتشابه الى حد التطابق! حتى علب الكولا فيها علامات فارقة أحياناً....
أخيراً أشارت السكرتيرة له بالدخول...جلس قبالة الدكتور الذي تملأ غرفته رسوم توضيحية للقص واللصق، والشفط والنفخ لنساء أجنبيات ...تنحنح العربي المتنوّر وقال : أنا أعاني من «النكوص»...
الطبيب :كيف؟...
العربي المتنور: بعض الفضائيات العربية.. "طناجر»" فكرية .. تغلي على نار الحشد الإعلامي .. وما أن ترفع غطاء البث عنها حتى تنتشر روائحها المختلفة في فضاء العرب ...هنا رائحة «طائفية» بالبهارات الفارسية ، هذه «سنية تشتم الشيعة».. وبعدها بترتيب رقمي واحد «قناة شيعية تشتم السنة»... ورابعة تفوح منها رائحة «البارود والجلود المحترقة»، الخامسة تفسّر الأحلام وتعالج الجذام وتجلب «الحبيب»... والسادسة اباحية تبث من غرف النوم معظم فقراتها ..وسابعة تصوّر مجزرة في «دوما» يسطر الأطفال فيها على الأرض بنفس الطول والشكل والدم والإصابة كطبق من ورق عنب ... الثامنة تحلل صراع الفصائل على السلطة .. ليكتشفوا أن لا سلطة في السلطة .. وأخيراً في قاع «الرسيفر» الملهي بالقتل والتفرق والتمزّق والتشكيك شاهدت قناة أجنبية يا دكتور تبث نبأ قصيراً عن نجاح جامعة أوهايو الاميركية بإنتاج دماغ بشري مكتمل التكوين...تخيل في جامعة أوهايو..يصنعون دماغاً بشرياً من الصفر...وفي أطباقنا «الغائرة» في «داحسنا»..نعيد الدماغ البشري الى الصفر!!...
-الطبيب: كلام غير واقعي ..الدماغ لا يصنّع...
-العربي المتنور: سمعتها بأذني هذه..
- الطبيب: أرجوك بسرعة الزبائن تملأ العيادة ما المطلوب: تصغير انف؟
- العربي المتنور: لا.
-الطبيب: تطويل اصبع؟
-العربي المتنور: لا..!
-الطبيب: نفخ شفاه، شفط بطن، استقامة ظهر ،تكبير صدر ، تضمين أرداف، تصغير عمر ، تغليظ ابهام..
العربي المتنور: لا..لا..لا
الطبيب:ما المطلوب إذا...؟
العربي المتكوّر: تكبير دماغ!..
الطبيب: عذرا..الخدمة غير متوفرة الآن..
***
لو تُكبّر العقول... لأغلقت الفضائيات وأغلقت عيادتي معها!..
الرأي