مع مطلع العام الدراسي الجديد نتطلع فيه إلى تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لعام دراسي مفعم بالأمل والحيوية.. إذ وجب علينا أن ندرك حجم المسؤوليات والتحديات التي تواجهها وزارتنا العتيدة – وزارة التربية والتعليم – عبر اتخاذ جميع الإجراءات وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة استعدادا لبدء العام الدراسي.
نتمنى التوفيق لكل القائمين على العملية التعليمية آملين ان تتحقق الكثير من الأمنيات و تتضافر جهود جميع الفاعلين التربويين بما ينعكس على نوعية التعليم ومخرجاته مع التشديد على أن الطالب والمعلم هما أهم عناصر العملية التربوية والتعليمية ومحور العمل .. مع التشديد على أهمية التركيز على النوعية لا الكمية في المخرج التعليمي.
اننا نعي تماما أن أصعب التحديات وأعظمها يكمن في أن الوزارة ما زالت بحاجة إلى قيادات تربوية قادرة على التماس حاجات الميدان التربوي بدرجة عالية من الكفاءه والمسؤولية .. لتقوم بواجبها التربوي الإثماري بكل عزم وإصرار وبقدرة تامة على قيادة العملية التربوية في المرحلة المقبلة .. فالمسؤولية كبيرة .. والتحديات جسام ما يتطلب قيادات وكوادر وطواقم ميدانية فاعلة لإرساء السياسات المنهجية القادرة على مواكبة روح العصر واستخدام التقنية الحديثة بشتى الوسائل إضافة إلى القدرة على استخدام السلطة الرسمية للقادة التربويين.. وكذلك القدرة على التأثير في إطار من العمل الجماعي لما لذلك من قيمة تلاحميه تقاربيه مثيرة وقوة في الاتصال.. بحيث تكون قياداتنا التربوية قادرة على اتخاذ قراراتها بكل جرأة وموضوعية مع الحفاظ على الثوابت التربوية والوطنية كجزء من التنمية التربوية الجديدة والشاملة ما يمكن من تحقيق مكاسب وعائدات تحسن من العمل التربوي والتعليمي بإشراف جهاز رقابي قوي وفاعل...
ما نحتاجه اليوم تحديثاً للنمطية التقليدية المتبعة ذلك جزء من المهمة التربوية والوطنية .. فضرورة التفاعل مع أركان المجتمع التربوي الأردني الكامن في الميدان بكل أطيافه يحتاج إلى درجة عالية من التواصل والاستمرارية .. مع وضع أسس للمرجعيات التعليمية المتطورة التي يحتاجها واقعنا التربوي مع التذكير بالعوامل التي من شأنها التأثير الايجابي على صياغة القرارات والسياسات التربوية المرتبطة بتأثير العولمة وتعزيز مفهوم الاقتصاد المعرفي للسعي إلى النهوض المتطور كي نحقق الأهداف التي نسعى من أجلها في سياسة التغيير المنشود . ومع بداية العام الدراسي الجديد أيضاً دعونا نؤكد وقوفنا عند أركان العملية التربوية.. ومحاولة جادة من الجميع نحو ضرورة التأكيد على دور المدرسة في تنشئة الجيل القادر على تحمل مسؤولياته ..
فالمدرسة اليوم فضاء واسع للتعليم وليست منعزلة عن المجتمع.. بل طموحنا أن تكون مدرسة للتعلم ومرتعاً الأمان.. يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمة وشاعرية الانتماء. نريد من مدارسنا أن تجسد روح المواطنة والإبداع والمشاركة والتنشيط والتفاعل الإيجابي البناء بين كل المعنيين في الحياة المدرسية من خلال هيئات إدارية وتدريسية نشيطة.. في مجتمع مدرسي نشيط وفاعل.. حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ، مع التركيز على المساهمات الحقيقية التي تعمل على تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى طلبتنا .. ليكونوا مواطنين فيهم الصلاح لوطنهم وأمتهم.. مبدعين ومبتكرين وخلاقين يهتموا بمؤسستهم التربوية ويساهموا في تغيير محيطهم الاجتماعي بما يخدم مصلحة الأردن العليا. نريد ما يشبه الميثاق الوطني لكل مدرسة .. ذلك من أجل خلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وفي مقدمتهم الطلبة الذين يتربون على نبذ العنف والتطرف والانعزالية.. ويتبنون مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة مع باقي المشاركين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها في فضاء المحبة والصداقة.. وإقصاءٍ للتغريب والتهميش. نريد جودة في التعليم الذي أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر المتطور ، من خلال تطبيق مفهوم إدارة الجودة... ذلك ما يعني الحديث عن تقديم الخدمة المميزة ... و الأنشطة والبرامج التعليمية من خلال استخدام بعض المقاييس المرجعية التي ترقى إلى أسلوب حديث . وأخيراً دعوني أهنئ الوطن بشخص رجل يُجيد التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النهايات المشرفة تسبقه في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن الذي سار على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فقد جادت هذه الأرض بمسؤولين مخلصين لا تحركهم المصالح والمطامع الشخصية أو الدنيوية وإنما يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة أو أنصاف الحلول ، وقد قيل : “إن العظماء قد يذهبون لكن تبقى أعمالهم خالدة منقوشة ومحفورة على صفحات صدر الزمن “ انه معالي وزيرنا الاستاذ الدكتور محمد الذنيبات أدامه الله وأبقاه ذخراً وفخراً لنا وللوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة في ظل قيادتنا الهاشمية الفذه.
وفقنا الله وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من أي مكروه مع تحياتي فيصل