في الأجواء قدر كبير من التفاؤل بقرب التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية ، فالاتصالات تجري على أعلى المستويات بين جميع الجهات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالحالة السورية.
محور الحركة الجديدة هو روسيا التي تحاول أن تحشد وراء الحل كلاً من إيران والسعودية وتركيا ومصر والأردن ، وما يسمى (المعارضة المسلحة) وهو اصطلاح غريب حيث لا توجد معارضة مسلحة في أي بلد في العالم غير سوريا.
أميركا أيضاً دخلت على الخط (والتزمت) بالحل السلمي الذي يستبعد بشار الأسد ، وكأن وجوده هو العقبة الوحيدة في وجه الحل السلمي.
الذين يتمسكون ببقاء الأسد ، على الأقل في المرحلة الأولى ، يرون أنه عنوان لنظام الحكم في سوريا ، وإن إزاحته لا تعني سقوط الشخص والنظام فقط ، بل سقوط الدولة السورية ، وتحويل سوريا إلى دولة فاشلة مثل الصومال.
إذا لم يكن الحل متمحوراً حول الدولة السورية فسيكون البديل هو المنظمات الإرهابية مثل داعش والنصرة وثمانين منظمة أخرى لا تؤمن بالحل السلمي ولا تستطيع أية جهة أن تلزمها بشيء ولا تفهم إلا العنف.
الحل الروسي للأزمة يشبه أسلوب أبو موسى الأشعري في التحكيم بين علي ومعاوية ، فقد وافق الأشعري على خلع صاحبه ظناً منه أنه يعني خلع الطرف الآخر ، بهذا المعنى فإن الحل الروسي يعني أن تقع سوريا في قبضة داعش والنصرة وجيش الفتح واضرابهم الذين لا يتلقون تعليماتهم من روسيا.
أما ما تسمى المعارضة المعتدلة فلا وجود لها في غير فنادق اسطنبول ، وليس لها قوة على الأرض يحسب لها حساب.
من السهل اجتراح الحلول على حساب النظام السوري ، ولكن أين هي الحلول على حساب الإرهابيين. ومن يقاتل الإرهابيين غير النظام وجيشه؟.
الحل المنطقي للمأزق السوري يكون على مرحلتين الأولى القضاء على الإرهاب ، والثانية عملية إصلاح سياسي شاملة وانتخابات بإشراف دولي. ونقطة البداية وقف الدعم الذي تقدمه جهات عديدة معروفة للإرهاب بالمال والسلاح والمقاتلين.
التفاؤل الراهن بحل سلمي في سوريا محكوم بالفشل لأنه لا يقول شيئاً عن مصير المنظمات الإرهابية التي تسيطر على أجزاء هامة من سوريا.
الرأي