الحكومة والاقتصاد المترنح
د.مهند مبيضين
30-08-2015 05:12 PM
الاردن في الترتيب العالمي من أقل بل أدنى العالم في تمويل المشاريع الصغيرة المنتجة. هذا وفق تصنيف عالمي خاص بهذا الجانب فمرتبتنا هي 184 من 189 شملها المقياس. معنى هذا أننا لا توجد فرص عمل فعليه ولا نوظف الكثير من الشباب بفعل عمل الحكومة، وبهذا يظل القطاع الخاص هو المشغل الأكبر للشباب.
الحكومة من جانبها لم تعلق على تدني مستوى ترتيب الاردن. والبنك المركزي بحسب تصريحات لمحافظه أشار إلى أن البنك خصص مبالع كبيرة تدعم تأسيس شركات ومشاريع صغيرة ومنتجة.كما أن البنك المركزي أسس وحدة لتولي وضع الإطار العام لعمل ومتابعة التسهيلات المقدمة لهذا القطاع الهام في تحقيق النمو الاقتصادي، ويظل التمويل لهذه المشاريع هو المعضلة فبحسب مؤشرات دولية عن الأردن، تصل نسبة تمويل المؤسسات الصغيرة إلى 10 %، مقارنة مع متوسط 20 %، في البلدان المشابهة ذات الدخل المتوسط.
هذا كله في ظل انعدام وجود خبرة حكومية أو مرشد وطني للشباب في ضرورة ولوج هذا القطاع المهم، والذي من شأنه تخفيف البطالة بين الشباب والشابات وتقليل هجرة الريف للمدن. لم تعلق الحكومة ولم تحسس رأسها. من هذه المؤشرات، انسحبت من مشهد الفعل والعمل. تركت النواب يغيرون شكل وملامح قانون اللامركزية. واختار الهدوء. بقيت تتحدث عن التوفير والهيكلة كأبرز نجاحتها. لكن حتى هذين الملفين فيهما ما فيهما من أخطاء وإنفاق غير مبرر كشفته تقارير كلفة الهيكلة. لكن لماذا اختارت الحكومة الصمت والانسحاب. واكتفت بنشاط رئيسها في التحذير من الترهل ومعيقي الاستثمار؟ لماذا حمل وزير التخطيط ملفاته وبدأ جولاته للتخطيط لتنمية المحافظات؟ هل لدى الحكومة فعل اقتصادي ملموس غير تعبيد الطرق؟ الجواب نعم. نجحت الحكومة في بعض الملفات في ملف التربية والتعليم وبخاصة الثانوية. لكنها فشلت في أخرى .
فقد تراجعت في مؤشرات النمو وزاد الدين العام والاقتراض الداخلي ولم يتحسن دخل المواطن ولا أسلوب جباية الضرائب برغم القانون الجديد. وهاجر المستثمرون. ولم ينهض سوق عمان المالي بل استمر نحو الهبوط. .
في ظل هذا الوضع بقي المواطن يتحسس رأسه يتفكر في أي برزخ يكون ومع من ؟ صحيح أن المواطن يحب بلده ويذود عنها، لكن حين تصمت الحكومات وتتجاهل المؤشرات العالمية التي تضعنا في قاع جحيم التنمية ومكافحة الفقر والمشاريع الصغيرة .وفي الوقت الذي يتحدث به الملك وولي عهده عن الالتزام بالإصلاح والإفادة مما تحقق ومع أهمية رعاية الشباب والحيلولة دون التحاقهم بالتطرف. فإن ما يحدث من فشل يقوض تلك الجهود الملكية ويعكس اتجاه الشباب للأسف نحو كراهية الدولة والنظام واللجوء لخيار الغلو والتكفير.
Mohannad974@yahoo.com
عن الدستور.