يقول الشاعر:
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
كلمة وطن نكتبها بين الأوراق بحبر أقلام تائهه ,فلكل حرف معنى عظيم يَخلدُ في الذاكرة ,ويتربع في القلب, فلا يعيها أو يفهمها سوى من عرف معنى الوطن.
الوطن فخرٌ وإعتزازٌ أيها البشر ,فهويتي وهويتكم ليست بطاقة تُحْفَظْ في الجيب نستخدمها عند مغادرة المواقع,فالوطن يقطنُ في أجسادنا ,يَمُرُ بين الأوردة والشرايين يتغذى بالحب والتضحية والوفاء.
الوطن ليس كلمة تُقال في الخطابات أو شعرُ يُتَغَنى به في الإحتفالات,بل هو رمزٌ يُحْتَذى به للعمل بإخلاص ووفاء دون ملل أو كللٌ,فالوطن جميلٌ بأهله وطَيبٌ بسمعة ابناءه ,وعلينا أن نحافظ على جماله ورونقه ونزيل الأوساخ المارة في درب إختفت منه طهارة القلب ,وحينما نتفوه بألسنتنا (الوطن أغلى من أرواحنا),يتطلب ذلك منا أن ندافع عن كل شبر فيه حتى آخر قطرة دم فينا,,,تُرى هل يكون الانسان إنساناً بلا وطن؟؟؟؟؟وهل يبقى الجسد جسداً بلا روح تلبسها؟؟؟؟؟
الوطن هو ذاك الحضن الذي يجمع القيادة مع أبناء الشعب بكل الحب والاحترام,لأنه النعمة التي أنعمها الله علينا ,وله الحق بأن ندافع عنه ونحافظ عليه ,لأنه يجعلنا نرتقي ونسمو ونتقدم بكل المعاني والرموز,هذه هي حقيقة وطن بما نملك من وطنية صادقه ومخلصة ,غيورة ويقظة لذا علينا أن نحمي وطننا الغالي ونحافظ عليه ,لكي نصون إنجازاته الحضاريه وكذلك قيمه وتراثه,علينا أن نخلص في واجباتنا ومسؤولياتنا لنحفظ إستقرار وأمن هذا الوطن, وعلينا أن نقف وقفة رجل واحد لكي نتخلص من كل شوائب الفساد لنحفظ سمعة البلد الذي نعشق ونحب ,فلنراعي الأمانة في أعمالنا,ولنحرص كل الحرص على الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن,وأن نقف معاً في وجه المفسدين والفاسدين ومن يهدرون المال العام ومن يستغلون مناصبهم لتحقيق مصالحهم الشخصية ,ومن لا يخافون الله في أعمالهم ويسعون لتدمير سمعة وطن بناه قادةٌ ُسِطرَتْ أسماؤهم على صفحات لامعه من التاريخ ,عملوا بإخلاص وتفانٍ ليصبح الأردن أردناً حديثاً بفضل القيادة الهاشمية التي سارت بهذا البلد الى أرض من الأمان والاستقرار,قيادةٌ حَمَلتْ المسؤولية بوضع مخافة الله نُصب َأعينهم فأصبح الأردن بحمد الله وفضل الهاشميون بلداً ينافس كثيراً من الدول المتقدمة في شتى المجالات,وأتحدت أيدي أبناء هذا الوطن مع القيادة لتسير بالركب الى بر الأمان رغم المصاعب والتحديات وما يحصل من ثورات وفتن بين الدول المحيطة والمجاورة.
علينا أن نكون يقظين دائماً لحماية هذا الوطن من فتن الأعداء وأن نكون أقوياء بحيث نقول للمحسن أحسنت وللمسئ أسأت,ولا نجامل أحداً على حساب الوطن ,وعلينا أن لا ننسى قول الله عز وجل في مُحكَم كتابه الكريم"وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون."
أما من يسيئون للوطن بأعمالهم الرديئه والشينة مخالفين الأنظمة والقوانين غير مراعيين للقيم والمبادئ والأخلاق ولا الدين الحنيف الذي نستمد منه قوانين وأسلوب حياة تمنح أصحابها الحق في المواطنة الصالحة والعيش بأمن وهدوء,هؤلاء من يحكمهم نهج حياة مخالف للتشريعات والأنظمة فتسيطر عليهم تصرفاتهم الرعناء والهوجاء وإنعدام الحكمة واللامبالاة في الآخرين, فيسلكون مسالكاً لا تُحْمَد عقباها ,ويندمون حيث لا ينفع الندم ويكونوا الخاسرون في كل الأحوال ,لهؤلاء نقول:
لا يليق بكم وطن يحتويكم ويحتضنكم ويُكَرمكم ويُحسنُ لكم .....إرحلوا فالوطن بغنى عنكم.
حمى الله وطننا الغالي وحمى الله قياتنا الهاشمية.