مشهد تخريج طلاب الصف التاسع من دورات عسكرية – تنظيمية – ثقافية.. يرد الروح فهؤلاء هم الأبناء الذين نريدهم، وهؤلاء هم مستقبل الاردن، فالعربي الغازي القادم من اليمن الى فتوح الشام وفارس ومصر، كان ايضاً في هذا العمر.. وأول الغزوات خارج الجزيرة قادها زيد بن حارثة وكان في نصف عمر اصحاب محمد الذين انضموا الى لوائه.. ومنهم عبقري الحرب خالد بن الوليد، وكان محمد بن القاسم الذي وصل الى الصين في التاسعة عشرة.
بلدنا ترهل خلال العقدين الاخيرين، وصار الشباب لا يشبهون الاردن، والغت الحكومات معسكرات الحسين، وخدمة العلم، وحين بدأ الربيع العربي بدأنا نشعر ان الخطر يقترب لأن شباب المدينة تائه بين مطاعم «الهامبرغر» وتجنيد داعش والنصرة، وكان من المفروض ان نعود الى الاردن – المعسكر.
اكثر الذين كتبوا عن بلدنا شبّهوا الثلاثينات من القرن الماضي بالبلد الأسعد في العالم، ولاحظ الذين كتبوا انضباط الشارع، وكأنه مركز تدريب في معسكر، وكان الجيش والأمير عبدالله محور الحركة في مجتمعنا القوي السعيد.
وقد لاحظ الحسين ورئيس وزرائه وصفي التل في مطلع الستينات من القرن الماضي ان من المطلوب اعادة بلدنا الى روح المعسكر، فكانت معسكرات الحسين للعمل، وقد انتكس المشروع بعد عاصفة الانقلابات في سوريا والعراق، مع ان العاصفة كانت تتطلب المزيد من عسكرة المجتمع لمواجهة الاضطراب الذي اسموه الوحدة الثلاثية.. وهذه وحدة لم تكن غير فخاخ نصبها الانقلابيون بعضهم لبعض.
تجربة تدريب طلاب الصف التاسع ناجحة.. وناجحة جداً، وعلينا توسيعها في الصيف المقبل لتشمل الصفوف الثانوية كلها، وسيسعد الوطن برؤية صفوف الشباب في هيئة الاستعراض، يعيدون له أيام الوطن – المعسكر!.

الراي