الامارات ودور سيمجده التاريخ
د.عبد الناصر الخصاونة
29-08-2015 08:40 PM
لو تتبعنا الأحداث التي رافقت الازمة السورية مرورا بالمخاض السياسي في مصر والصراع المسلح في ليبيا والحرب في اليمين سندرك بما لا يدع مجالا للشك ان ثمة لاعبا وازنا يعمل في الظل لإعادة ضبط الايقاع في تلك الدول بما يحفظ ووحدتها وسيادتها .
فعلى الرغم من الزخم الاممي الساعي لتدمير سوريا الدولة ومؤسساتها الوطنية تحت ذريعة إسقاط النظام والدفاع عن الشعب السوري ، الا ان دولة الامارات العربية ادركت المقاصد من دموع التماسيح التي ذرفتها بعض الدول الفاعلة في الازمة السورية ورمت بثقلها الدبلوماسي لوأد المؤامرة والحفاظ على وحدة سوريا .
وبعد ثلاث سنوات لحقت كثير من الدول بالركب الإماراتي بعد ان استشعرت الخطر الذي حذرت منه الدبلوماسية الاماراتية من ان تقود مخططات إسقاط النظام الى البديل المرعب المتمثل بالجماعات الإرهابية ، فكان ان أيقنت الدول المنخرطة في الصراع السوري ان البوصلة التي كانت الامارات تحاول توجيه الحل باتجاهها تكمن في الدور الروسي وهذا ما عكسه "الحج" السياسي الى العاصمة الروسية .
وفي مصر ، لم تستطع الامارات ان ترى في حكم الاخوان المسلمين ما توهمه الآخرون على انه إرادة شعبية خالصة في أعقاب ثورة ، بل استشعرت الخطر عن بعد ومجددا كانت البصيرة الاماراتية في مكانها ، الا ان الفأس قد وقع في الرأس قبل ان يدرك المصريون تلك الحقيقة ، فأطاحت الملايين بنظام متأزم ودعمت الامارات هذا التوجه ووقفت بكل ثقلها الى جانب الشعب والجيش المصري وتصدت بحزم لكل من يحاول اختطاف الإرادة الشعبية .
وفي اليمن كذلك كانت الامارات "الجوكر" الرابح الذي دون تضحيات جنوده لكانت اليمن اليوم مقاطعة إيرانية ، وما الانتصارات المتوالية التي سطرتها القوات العربية المشتركة والمقاومة اليمنية على الارض سوى محصلة طبيعية للدور الاماراتي الفاعل والحاسم .
خلاصة القول ، سيذكر التاريخ يوما الدور الذي لعبته الدبلوماسية الإمارتية في الحفاظ على الكيان العربي من التقسيم والتفتيت ، فقد وقفت الامارات سدا منيعا امام المؤامرات التي كانت ولاتزال تحاك ضد امتنا ، وكان لبصيرتها الثاقبة وسياستها الحكيمة الفضل الذي ستذكره الأجيال القادمة .