استوقفني اعلان على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان" تبحثون عن فتى/فتاة احلامك , الحل هو عشرون دينار فقط" , لم استوعب الأمر في البداية, لكن عندما بحثت عن هذا الاعلان العجيب في الجوجل وجدته و تعمّقت في استيعابي لهذا الامر ,واذ بايجادي اعلانا كبيرا من مجهولة الهوية تُدعى ب"الخطّابة" تشرح كيفية الاشتراك في هذا المنتدى ,و مشاهدة الطرفين يكون من خلال الصور فقط وليس وجها لوجه, مع طلب مرفق ليتم تعبئته من الخاطب او الخاطبة بجميع المعلومات الكاملة عن الشخص مثل الحالة الاجتماعية,الوضع المادي, لون الشعر و طوله,لون العيون, وغيره من هذه التفاصيل الشخصية ,ولكن بوجود شرط وكما نعلم "اللي أوله شرط آخره نور" ألا وهو 20 دينار عند النية و 20 اخرين عند النتيجة سلبية ام ايجابية كانت "يكفيه شرف المحاوله" هذا غير القصة الواردة في اخر السطر" انتم كريمين و انا بستاهل , هذا موضوع متعب جدا و فيه تعب و حكي و اقناع عالتلفونات " مبرهنة حجتها باخر النص بأنها من أرخص الخطابات في الاردن ثمناً.
معقول؟هل يوجد بالاصل خطابات في الاردن مقابل مبلغ مادي؟شعرت و انا أقرأ هذا الاعلان كانني لست من بنات هذا البلد, الفتاة الاردنية التي يدوخ الرجل الى حين موافقتها على الزواج منه ,و يصبح شبيها لخيالها و يبعث لها الورود و الهدايا السرية عسى بأن يحالفه الحظ بالارتباط بها للأسف اصبح ثمنها عشرين دينارا أردنياً فقط " يا بلاش " ,الرجل الاردني الكشور "اللي ما بعجبه العجب,واللي بدو بنت باربي و أهم نقطة صحبة مع أمه و ابوه كأنهم أهلها وزياده" ببساطة تريد هذه المرأة بأن تربطه ربطة لا يعلم بها الا الله,بفتاة لا يعلم اصلها من فصلها من وضعها من تعليمها من اخلاقها, فقط "المهم يتزوج و السلام" و الذي تعجبت منه اكثر بأن يوجد الكثيرين من العرسان مدونين تحت الخانة الاجتماعية "متزوج" ,"الله أكبر ,ضاقت عينكم على زيجة الانترنت؟" انني لم أكن أعلم بأن هنالك مثل هذه الأساليب الجاهلة الا في المسلسلات الدرامية السورية فقط, لكن الحقيقة تكمن لحظة كتابتك لكلمة "خطّابات في الأردن" فما أن تظهر العديد و العديد من الاعلانات والعروض "اللي بتسم البدن" بالفعل.
الكثير من القراء سيعارضونني الرأي بحجة ارتفاع نسبة الفتيات والعنوسة في بلدنا بعدد أكثر بكثير, و بأن هذه حل من الحلول المقترحة لمعالجة مثل هذا النوع من المشاكل , أقول لهم بأن من الممكن بأن تحدث في أي بلد آخر الا الاردن, و سأركز على جانب الفتاة الاردنية أكثر لأنها هي الجانب الحساس من القضية, ولطالما تغنوا بها و تغنوا بغرورها و بجمالها وجدائل شعرها و أصلها الطيب,أصبحت تطلب الزواج طلب و تدفع ثمن قبول أو رفض هذا الشاب لها أربعون ديناراً ,وغالباً ما تكن هي الضحية و السلعة المعروضة, وتكون دائمة الموافقة حتى لو "عريس أعور" حسب قول الكثيرات "الزلمة رحمة وان كان فحمة" و يبقى القرار للرجل بعد التغنّج و اجراء الخطابة العديد من التلفونات لاقناعه بصفات وهمية و مبالغ فيها ليست موجودة لتسيير الامور و بالتالي " انتو و كرمكو معي ", وبآخر المطاف تنتهي القصة بأسوأ النتائج المحتمله على الطرفين.
ان لم يزوركَ القدر بقدميه حاملاً معه الحب و شريك الحياة في السراء و الضراء لا تسعى له, ولا تذل نفسك من أجل مصير مجهول, فقط ثق بنفسك بأنك الاجمل و الأفضل اختيارا شكلا و نسباً و أصلاً وأخلاقاً ,حينها ثق تماما بأن الله سوف يرسل لك النصف المكمل لحياتك على أهون سبب, والله يفرجها عالجميع.