لا احد يشك بأن رواية الحب في زمن الكوليرا رواية خالدة حاز كاتبها الكولومبي على جائزة نوبل للاداب عام 1982 وترجمت الى معظم لغات العالم وانتجت كاحد اهم الافلام السينمائية العالمية.
منذ ظهر الامس واحداث رواية غابريل غارسيا ماركيز "الحب في زمن الكوليرا" تدور في مخيلتي ولا تكاد الصور الرومانسية للحب من اجل الحب تبرح مخيلتي فهي تتناوب في الظهور على ساحة الشعور عندي لدرجة انني تخيلت اني اعيش في تلك الايام التي صورها الروائي ببراعة لا مثيل لها.
اعجابي بالرواية وقيمها ومعانيها دفعني لمراجعتها مرارا لكنني اود ان اقراء منها اليوم علني ارى سبب ظهورها المفاجيء واحتلالها لوجداني .....تسألت حول اذا كان لما يدور من قصص واحداث واشاعات في محيطنا مع الحالة التي انتابتني منذ الامس وجعلتني اهاجر في مخيلتي الى الكاريبي حيث تدور احداث علاقة الحب بين عامل التلغراف البسيط الذي عاهد الفتاة الاجمل في البلدة على الزواج.
زواج الفتاة المفاجيء من طبيب ناجح احبط العاشق الوفي وابقاه وحيدا متشبثا بحلمه ومنشغلا يسطر الرسائل ويرنو الى اللقاء.
الرواية التي اكسبت غابريل غارسيا ماركيز شهرة تجاوزت حدود الزمان والمكان وجعلته من بين اكثر الروائيين العالميين تاثيرا وتقديرا صورت الاوضاع الاقتصادية والديمغرافية المآساوية لمنطقة الكاريبي في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات العشرين ....وبقيت احد اهم الاعمال الادبية العالمية.
بالرغم من ان الرواية كانت من بين الكتب التي جرى تضمينها لمكتبة الاسرة الاردنية 2009 بصفتها عمل روائي ابداعي يستحق القراءة الا انني اجد فيها ما يذكرني باوضاع الاردن الاقتصادية والديمغرافية والثقافية هذه الايام.
فيما يحدث اليوم مادة لرواية بمستوى رواية ماركيز رواية عن الحب في اجواء اللجوء... لكنه اي الحب هذه المرة ليس بين عامل تلغراف وفتاة جميلة..... فقد يكون الحب بين خيم اللاجئيين او في اي مكان اخر وسط ازمات الحرب واللجوء والبحث عن حلول لعشرات القضايا الساخنة والباردة والمنسية.
في رواية ماركيز العاشق لم يهزمه الصد بقي يلاحقها ليقنعها بعد ان فقدت رسائل الغرام جدواها فابحرا معا في قارب بعد أن تخلص من بقية الركاب الذين خشيوا من ان يصابوا بالكوليرا التي نشر العاشق خبر وجودها على القارب لكي يهرب الجميع ويخلو له الجو وليبحر مع عشيقته تحت راية الوباء التي رفرفت علي السفينة .
السفينةالتي وفرت للعاشقين خلوة في عمر يعيش فيه كل واحد منهما الحب لاجل الحب.... فتحية لماركيز الذي رحل قبل ان تكتب الرواية الاردنية بعد ان نستكمل حديثنا عن احترام حقوق الانسان بالتزامن مع نشر حقوق الانسان.
ربما السبب الذي دفعني لاستذكار الحب في زمن الكوليرا. او الحب في زمن الازمات....او الحب على طريقة الكاوبوي هو اخبار ملفات اللاجئيين ومعاناتهم ومعانات العاملين معهم.