أنا امرأة بسيطة جداً، لا أملك سلطة إِلَّا على نفسي،
أعلن رفضي وقبولي.. وأدفع ضريبة أكبر للرفض..
وما أرفضه هو الكثير!
لكني لا أرفض الألم... فهو انتصار بامتياز..
لا ارفض الضعف والفقر، كلاهما امتحان للمبادىء وفرصة للإحساس بالآخرين،
بل ارفض سُلطة تجبرني ان لا أكون انا...أن لا أحلم.. أو لا أفكر!
وأرفض نصيحة الطبيب بالاقلاع عن التدخين..
وعندما يمتلئ فمي بالكلمات.. أرفض إِلَّا أن اعلنها بدون تجميل، إِلَّا انني روّضت نفسي لتجميلها أحياناً نظراً
لانتشار مصطلح "خدش المشاعر" الذي ما زلت أجهل ماذا يعني!
ماذا يعني هذا المصطلح أمام الحقيقة؟
كيف لنا تجميل حقيقة بشعة؟! أنا ما زلت أبحث عن مفردات "تجميلية" لتجّنب "الخدش"!
قد أعلن يوماً ما أنني قطة، أخربش وأخدش كما أشاء... كلّما أحسست بالخطر،
عندها فقط لا حياء في"الخدش" أيها الحساسون...
تتمايلون لأغنية حب ودبكة ليصل حماسكم للسلاح الغبي في فضاء البشر... وتتحسسون من أسباب
القتل، الفقر، الجهل والقمع ونشر التوعية والإصلاح!
تتجاوزون القانون ثم يُجرح كبرياؤكم عند الانتقاد!
تغتالون المنطق ليسود الـ لا منطق بدكتاتورية الجهل، حتى أصبح من ينادي بالحريّة مُتّهماً بالابتذال!
ومن يطالب بالانسانية والعدل "عميل وخائن".. من ينشر الحقائق والحقيقة "جاهل، منتفع" ومن يسأل هو "غشيم ولا يحب الوطن"... ومن يتكلم بالحق،العدل والتطور الطبيعي لنهضة الانسان والمجتمع فهو خارج عن العادات والتقاليد،
وإذا كان من المتكلمين أنثى، هنا نرى مدى احترام المجتمع لنِصْفِهِ، سأترك لكم الاجابة عن نسبة هذا الاحترام، وأنا واثقة بأن ضميركم المستتر الصامت يعلم الاجابة الحزينة!
الحقيقة أكبر منكم، رغم المحاولات البائسة لقمعها...
اتدرون لماذا؟ ببساطة... لأنها الحقيقة..
المرآة لا تكذب... الواقع لا يحتمل التجميل..
القهر والظلم لا يدومان... يوماً ما سينفجران لإعلان الحقيقة بدون ألوان وأبعاد ثلاثية التفسير والأعذار..
أتدرون لماذا؟ ببساطة ... لأن الحقيقة لا تحتاج الى ذاكرة وإنما كثير من الأسئلة فقط لاكتشافها.
لا تكونوا هامشيّين.. سلبيين.. متفرجين على الظلم والظلام، أطلقوا أصواتكم، وعذراً منكم أيها الحسّاسون، ثمّة
قضايا تقتل الآخرين جسداً وروحاً، ويجب الحديث عنها أيها المخدوشون دائماً من فرط حساسيتكم!
"خدش المشاعر" لا قيمة له أمام حقيقة بشعة يجب الحديث عنها ومعالجتها.
الحقيقة هي أولى طلقات الثورات... ضد الجهل والذل، القمع والظلم... وصوتها هي صوتكم، بمحبة ووعي..
لا تصمتوا .. ارفضوا ...
عذراً لخدش مشاعركم وعدم الارتقاء لتخبيصكم المذهل، هذه مشكلتكم مع أنفسكم وليست مشكلتنا!