ان الفضائل والمروءات تكاد تنقطع، لان كثير من القادرين على اشهارها، يتمنعون عن ذلك، اما لؤما واما حسدا واما فسادا في طباعهم، وكما يقول المتنبي : (وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ) ، وفعلا فان أعيب ما يعيب القادر على ذكر محاسن الناس ورد الفضل لاهله، وانزال الناس منازلها، هو احجامه وتمنعه عن فعل ذلك، وان الذين يسيئون للمحسنين، ولا ُيقدِرون المبدعين، بل البعض يتفنن في الاساءة للمميزين، تجبرا وتكبرا وظلما وغيرة وحسدا، من عند انفسهم،هم منقوصون في انفسهم ويعيشون حالة من الصغار والحقد على الكبار. وان الكريم الاصل والكبير بذاته وصفاته، السليم الطبع، يردُ الفضلَ لأهله، كائنين من كانوا اهل الفضل، وحتى لو كانوا اعدائه،وهي من المروءات المحمودة، وان كانت لدى الكثيرين مفقودة.
ان ما جاء على لسان النائب المحترم المهندس نايف الليمون، من لجنة النزاهة و الشفافيه وتقصي الحقائق، التي قامت بزيارة مركز مديرية جمارك عمان وكذلك الشركة العامة الأردنية للصوامع والتموين، ليترجم حالة من الامتلاء العلمي والاتزان الفكري والنفسي والحيادية والنزاهة، التي تتفق مع اسم اللجنة النيابية،وان النتيجة الواردة في تقرير اللجنة النزيهة ليبعث على الراحة والانبساط الكلي الجسدي والنفسي، للمواطن الغافل والمغفل، الذي يؤلمه ويزعجه كل يوم صدور تصريح وقرار واعلان، يمس غذائنا ودوائنا، وبامكان المواطن العادي ان يمد رجليه ويديه ويستلقي ويدب في نوم عميق، مسلما نفسه وامنه الغذائي والدوائي لاصحاب الرقابة والتشريع ، ما دام يوجد امثال النائب المحترم المهندس نايف وزملاؤه المحترمون ممن لا تأخذهم بالحق لومة لائم ،ومن لا يجانبون الصواب ولا الحقيقة، لارضاء زيد وكسب ود عبيد.
ننحني احتراما، ونرفع القبعة تبجيلا لهؤلاء الذين ذهبوا ووقفوا على الحقيقة, وليس ذلك وحسب بل نشروا ووضحوا وشكروا القائمين على هذه المؤسسات المتقصى عن مشكلاتها، والمتبين عن نبأها، ولم يداهنوا او يخفوا المعلومة، وابرزوا جهد المجتهد، وعطاء المعطي،واخلاص المخلص، وتبينوا قبل ان يصيبوا قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين، شأن الكثير ممن يهرف بما لا يعرف، ويكيل ويزيد، للمسؤولين بالتهم والنقائص، واسقاط التعابير التي تغتال امانتهم، واخلاصهم، وتشكك في وطنيتهم، وانتمائهم، فقط لانهم لا يحبونهم، او يراهنون على مواقعهم.
اكرر شكري وتقديري للجنة النزاهة والشفافية وتقصي الحقائق، على تقريرها الشفاف، والمهني، والمقال الراقي الذي كتبه النائب المحترم المهندس الليمون،وقد بهرني الاسلوب المتحضر والبارع في صياغة التقرير،والذي يبرز بلاغة ومهنية الكاتب وثقافته الواسعة، مما رد الاعتبار لمجلس النواب ومسموعيته التي تشيع بين الناس، وجعلني استثني بعض النواب من كتاباتي التي كنت انتقد بها كثير من نوابنا وسلوكاتهم وتصرفاتهم المستهجنة، فعلا هناك رجال لا تعرفهم حتى يتكلموا، او يكون لهم موقف مشهود، وهو ما نرجوه ونأمله من جميع النواب المحترمين،فيقوموا من مكاتبهم ومقاعدهم الى الميدان، تفعيلا لواجبهم التشريعي والرقابي واحقاق الحق وابطال الباطل.