الشعوب ياسمين الأوطان، وزرقة السماء عندما تتدلّى بردا وسلاما ..الشعوب سرّ الغيم في جناحي يمامة؛ تتقاسم الصبر كما الرغيف الأوحد في حضرة اليتامى... لكنها قد تثور «لعربة خضارٍ» إن صودرت ظلماً...أو من أجل عفن ساسة يتنفّسه كيس القمامة..
**
من قال إن بيروت الوردة الصامدة في وسط الركام، والمقعد الوحيد في وسط الزحام، تصبح حجر نردّ بين الأصابع...من قال ان دمعة البحر الأوسع..تتبارى الأنياب على أناملها لتتوجع!...بيروت لنا وليست لكم ، لمقاعدنا نحن لا لكراسيكم ، لأفراحنا لا لمآسيكم .....بيروت ركن العشاق والحالمين..بيروت «تومباك» المتعبين من رحلة صيد مسائية...واغتسال الشمس ببحر من همسِ في لحظة استثنائية ... بيروت زفرة المشتاق الطويلة ..وهل يخضع الزفير أيضاَ لمحاصصة طائفية ؟!..
***
الساسة – بالمجمل- لا تعنيهم الأوطان كثيراً...فحدودهم الأربعة ، أرجل كراسيهم الأربعة ، الوطن عندهم مجرد عودة بعد غياب .. قد يختلفون على كل شيء ،من اجل أي شيء، وقد يتقاسمون كل شيء، في سبيل أي شيء، بدءاً من ولاءات البعوض وانتهاء بميول الذباب...
**
الشعوب هم مجرّد «ديكور» لتجميل المشهد، وهم فتات الخبز الساقط من مائدة المسؤول،وهم عنكبوت في سقف معبد، لن يزيد من هالة المكان ان كان مؤمناً ولن ينقص من قدسيته إن هو ألحد.. هم أي شيء لا يحصى ولا يتألم من كثرة الماشين على أعناقه، هم عشب الطريق إن شئت أو أعتاقه،وهم العبد المذنب دوماً، وهم الظهر الذي يُجلد..
**
بيروت الأنيقة الجميلة الغزالة...تحمّلت رصاص الحرب عندما كان وطنيا، لكنها لم تتحمل «طائفية» الزبالة...فلكل فاسد يحمل رقماً تسلسلياً في «العمالة»...لكل من يسلم كرسيه «الماراثوني» على حساب الوطن.. لكل الهاربين بكفالة «الزمن»...احذروا الكرامة إن هي بدأت بتسطير الرسالة...
الرأي