إذا كُنتَ تعيشُ في دبي، فلستَ مضطراً لمراجعة أكثر من 90٪ من الدوائر الحكوميّة. تجلسُ في بيتكَ، ومقهاكَ، وعملكَ، وتُنجزُ معاملاتك، وتدفعُ فواتيركَ من هاتفكَ الذكيّ.
هنا حكومةٌ ذكيّة، ابتكرت تطبيقاتٍ رقميّة مذهلة، تُريحكَ من عناء الروتين، ومن مِنَّة الواسطة، ومن البحث عن موقف للسيارة، ومن أوراقٍ وطوابع، وماراثون طويل بين المكاتب، ومن بطء مُوظفين مُدرّبين على مشي السلاحف.
تنهمكُ دبي الآن في مشروعٍ طموحٍ، يجعلكَ قادراً على وضعِ كلّ الدوائر الحكومية في جيبك. أي في هاتفك الصغير، ولديها مؤتمرٌ سنويٌّ للتطبيقات الذكية، يتنافسُ فيه المبتكرون المحليون والعالميون على حلولٍ عصريّة، وثمة دول أوروبية، تسعى الى استنساخ تجربة دبي في هذا المجال. وبدأ مشروعٌ آخرُ بالغُ الجرأة لايصال المعاملات المُنجزة الى بيتك، عبر الطائرات الصغيرة الموجهة.
الأهم أنّ دبي ستدمجُ قريباً المعاملات الحكومية والمالية في بطاقة واحدة، هي الهوية الشخصية. هذا يعني انك تحمل بطاقةً واحدةً في محفظتك، تؤهلك للتوقيع الالكترونيّ، عبر البصمة الرقمية، وتمنحكَ الفرصةَ لسحب الأموال من البنوك، والحصول على ما تريدُ من خدمات.
الواسطة الوحيدة التي تحتاجها لإنهاءِ تعاملاتكَ مع حكومة دبي باتت سرعةُ الانترنت، وكفاءة هاتفك. أين يحدثُ ذَلِكَ؟ وكيف؟ في هذه الإمارة غير النفطيّة التي تُدهشُ الجارَ والقريبَ والبعيد، ويحلمُ كثيرٌ من الشباب في العالم بالعمل والعيش فيها.
أقولُ إنَّ دبي الأنيقة والشابة تجرؤ على الأحلام، وتؤمنُ بالوثب العالي إلى أعلى ناطحةِ سحابٍ في العالم، ثمّ الى المرَيخ.
أقولُ إنّ هذا الجزء الجميل من العالم عربيٌّ أيضاً. الفرق أنّ ثمةَ منْ يستريحُ في الكسل والماضي، وثمة منْ يعدو بهمّةٍ إلى المستقبل..