زراعة الأعضاء .. وأشياء أخرى جميلة
عودة عودة
26-08-2015 03:10 PM
لم تشدني كثيراً المشاورات واللقاءات التي جرت هنا في الجزائر العاصمة 2010 لرأب الصدع في اتحاد الأطباء العرب، فقد سبق هذا الصدع صدوع أخرى في اتحادات مهنية عربية كالصيادلة وأطباء الأسنان والأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم...، فالذي يقبل قسمة الوطن : (التراب.. والشعب) عليه أن يتحمل آلام وأوجاع اقتسام كل شيء...!
ما علينا..
الجميل في هذا المؤتمر الطبي الأردني الجزائري ما تراه في أعين الآخرين هنا في الجزائر من اعتزاز بدور الأردن القومي والمهني الطبي قبل الاستقلال للجزائر وبعده، وجاءت هذه الشهادة على لسان وزير الدولة عبدالعزيز بلخادم، ووزير الصحة ورئيس اتحاد الطب الجزائري الدكتور جمال ولد عباس.. مستذكرين قصة شراء دار السفارة الجزائرية في عمان وسيارة السفير مما تبقى من تبرعات الأردنيين للشعب الجزائري عشية إعلان الاستقلال العام 1962..ايام عروبية جميلة وواعدة كانت ...!
كما أن الفرحة الجزائرية كانت واضحة وكبيرة بالأطباء الأردنيين واعتزازهم بكفاءاتهم العالية في مجال زراعة الأعضاء والاختصاصات الأخرى والاتفاق على تبادل الخبرات في هذا المجال مشيداً ولأكثر من مرة رئيس الوفد الأردني العين الدكتور جعفر الحنيطي ورئيس اللجنة العلمية د. يوسف المعشر بأنه بلد المليون ونصف مليون شهيد.
في أكثر من لقاء أصغيت إلى عدد من كبار الأطباء الأردنيين في زراعة الأعضاء : د. سلام درادكه عميد كلية الطب في الجامعة الأردنية ود. عبدالله العبادي والدكتور عبدالعزيز الزيادات والدكتور عصام القاضي ود. يوسف المعشر والدكتور زياد الزعبي والدكتور محمود أبوعبيلة وآخرين.. والموضوع كان حول إنشاء (مركز وطني لزراعة الأعضاء) ومن خلال النقاشات فالمهمة ليست صعبة فالكوادر الطبية والتمريضية متوفرة ورأس المال يمكن تدبيره من القطاعات الطبية العديدة : وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية وغيرها وهدفه التدريب والبحث ليصبح ذا شهرة عالمية واعتمادية، ويرافق ذلك وضع تشريع موحد للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة في الوطن العربي كالقلب والشرايين والرئتين والبنكرياس والكلى والقرنيات وصمامات القلب والكبد والمفاصل وغيرها.
وأنا أشق طريقي في شوارع مدينة الجزائر العاصمة التي تشبه حيفا كثيراً تذكرت أن جبل الجوفة تحول اسمه في تلك الايام الجميلة والواعدة إلى جبل الجزائر، وعندما كنا ننشد كل صباح ونحن تلاميذ قسماً بالنازلات الماحقات ونتبرع بالقليل من القروش..
وأتذكر أيضاً : ففي العام 1991 جئت بمعية أستاذنا المرحوم محمود الكايد، رئيس التحرير والمرحوم بدر عبدالحق والزميل باسم سكجها والزميل يوسف العلان لتغطية اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني حين أقنع الحاضرين المرحوم حسن خريس والمرحوم مشهور حديثة وطويل العمر د. حسني الشياب بالذهاب إلى المفاوضات مع اسرائيل ولفترة «تجربة» مدتها (6) أشهر.. فإذا بالمفاوضات تستمر (19) عاماً وهي مستمرة كما يبدو وحتى الآن ومستقبلاً من منطلق « الحياة مفاوضات»!؟ في الجزائر العاصمة والمدن الأخرى العديد من المستوطنات والبيوت الفخمة الجميلة والمزارع الواسعة وفي أكثر أرض الجزائر خصوبة، كما كان أكثر من مليون مستوطن فرنسي فيها إنها الآن تعج بالجزائريين أصحاب الأرض الحقيقيين.. فهل يتكرر المشهد في فلسطين ذات يوم.. نحتاج إلى مليون ونصف مليون شهيد وربما أكثر!؟
Odeha_odeha@yahoo.com