الشعب يعلن عن وجوده في بيروت وبغداد!
طارق مصاروة
26-08-2015 04:59 AM
خرق الاحتجاج الشعبي البيروتي على جبال القمامة التي داهمت مدن لبنان وقراه الجميلة.. خرق النظام الطائفي. فشعار «طلعت ريحتكن».. جمع كل المكونات الدينية والمذهبية والسياسية المتخلفة التي تدمر لبنان، واعادت لبنان الواحد الى المشهد، بعد حروب ودمار خلخلة هياكل البلد، واستباحت مصالحه، وغامرت بمصيره في ولاءاتها الخارجية!!.
بكل براءة، طالب المحتجون باستقالة وزارة تمام سلام. والمطلب ساذج. فلبنان بلا رئيس جمهورية، ومجلسه النيابي لا يجتمع لأي سبب.. فلمن يقدم رئيس الوزراء استقالته؟ وهل بغياب السلطات الشرعية الدستورية سترتفع القمامة، وسيعود مجلس النواب الى عمله، ويكون للبنان حكومة محترمة؟!.
والاحتجاج اللبناني غير بعيد عن الاحتجاج العراقي. فانقطاع الكهرباء، وشح الماء، وتدني الخدمات، ووصول الفساد الى افلاس خزينة العراق دفع ملايين العراقيين الى الشارع في عاصفة لم يحسب السياسيون اللاعبون في الداخل، أو الدول التي تتدخل بكل وقاحة واستهتار بشؤون العراق، حساباً لها، فشعارات الاحتجاج الهائل هو رفض الاحزاب الطائفية. ورفض حكومات الفساد، ورفض الهيمنة الأميركية والإيرانية والتركية. ورفض نظام المحاصصة الذي قسّم العراق حسب خرائط بريمر، والأميركيين والعملاء المستعدين لجمع الاضداد طالما ان الهدف هو نهب العراق.
المحتجون اللبنانيون، كالمحتجين العراقيين: هم الشعب الذي سئم انظمة واحزاب الطائفة والمذهب..
وقد لاحظ المراقبون في بيروت وبغداد أن أمن الدولة عاجز عن قمع الاحتجاج. وان الذين يطالهم الاحتجاج يحاولون تخريب وجه الاحتجاج الجميل وتشويهه بالخروج على السلمية والتحضر وتكسير الممتلكات الخاصة والعامة، واشعال الحرائق.
في بيروت تتفاجأ «المقاومة» و8 آذار و16 آذار والكتائب والقوات والجميع بقدرة قوى الاحتجاج.. قوى الشعب على اجتياز الحواجز الطائفية والمذهبية. فالقصة ليست قصة زبالة مطلوب إزالتها، وإنما قصة الحكم الفاسد المطلوب تغييره.
وفي بغداد تتفاجأ الدعوة والمجلس الأعلى والوقف السني والشيعي واحزابهما، بان هناك الملايين من العراقيين الباحثين عن عراقهم في هذه الفوضى المنهكة،ولم يعد على العبادي رئيس الوزراء إلا أن ينفض يديه من حزبه، ومن طهران ومن واشنطن وينضم إلى الشعب.
هل يقدر الرئيس سلام ان ينضم الى الاحتجاج؟
هل يستطيع العبادي ان يخرج من جلده؟.
هذا هو ما ينتظره الذين يتابعون ما يجري في العاصمتين: بيروت وبغداد.
الرأي