«إعلان عمان» و المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن
صدام حسين الخوالدة
25-08-2015 07:42 PM
على مدى الايام القليلة الماضية كانت المملكة الاردنية الهاشمية على شرف احتضان اكبر تجمع شبابي عالمي يأتي بهذه الصيغة من الاهمية كجزء من نتاج اجتماع مجلس الامن في نيسان الماضي لدى ترؤس سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني اعمال تلك الجلسة حيث قدم خطابا مهما عن قضايا الشباب والسلام والامن وسلط الضوء على تلك المآسي في دول النزاع والتي ما زال الشباب هم وقودها.
المؤتمر الذي اجتمع فيه زهاء 500 مشارك يمثلون معظم دول العالم ، كانت اللحظات التي سبقت وصول سمو ولي العهد لرعاية انطلاق فعاليات المؤتمر لحظات تبعث على اعمق معاني المشاركة الانسانية وانت تلمح في عيون الشباب المشاركين وممثلي دول العالم من شرقه وغربه وشماله وجنوبه بابيضهم واسودهم وقد ذابت بينهم جميع الفوارق واياديهم تمتد لبعضهم البعض والابتسامات تملأ وجوههم ، في تلك اللحظات فان من يراقب ذلك المشهد يشعر بمدى النجاح والانجاز لمجرد اجتماع الشباب العالمي مع بعضهم البعض وتبادل الابتسامات التي اجزم بانها كانت ترتسم على قلوبهم قبل شفاههم والسنتهم التي كانت تلهج بتوجيه كلام الشكر والامتنان للأردن قيادة وشعبا وارضا على هذا الاجتماع العالمي فضلا عن امتنان اخر لسمو ولي العهد قائد الشباب العالمي الامير الحسين بن عبدالله الثاني.
وعودة الى كلمة سمو الامير الحسين والتي كان يخاطب فيها قلوب الحاضرين قبل عقولهم لامس سموه هموم الشباب العالمي ومآسيهم وخاصة اولئك الذين يرزحون في بؤر الصراع والذين ذاقوا ويلات الحروب والدمار والتشريد والهجرات ، تحدث سموه عن اهمية ايلاء الشباب واعطائهم دورهم الحقيقي بعيدا عن الأدوار التقليدية واعطاء ادوار اكبر في تقديم حلول لمشاكلهم وان يكونوا جزءا من تلك الحلول كما انهم جزء من المشاكل معبرا عن ذلك في جملته التي قال فيها « بالشراكة مع الشباب والشابات وليس بإشراكهم « وطبعا الفرق كبير بين الكلمتين مضيفا سموه في الإشارة الى من يحاول تجنيد الشباب ودفعهم الى الارهاب والتطرف حيث قال « ونحن في سباق لكسب عقول الشباب في سباق مع أجندات تصطاد الطاقات وتجيشها لخدمة أغراضها. وفي سباق مع الزمن لأن مستقبلنا لا يتحمل هدر إمكانيات جيل اليوم».
واضاف سموه مفتخرا، ان الاردن ذلك البلد الصغير بحجمه وموارده القليلة لكنه بقيادته الهاشمية المظفرة وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني لم يسجل على الاردن يوما ان رفض او اغلق ابوابه في وجه اي لاجئ من القتل والدمار والحروب، وتحدث سموه ايضا عن دور الشباب في صنع السلام العالمي موجها دعوته المفتوحة لجميع الشباب العالمي بالعمل على تعزيز رسالة السلام ونبذ العنف والتطرف والعمل على تامين مستقبل اقرانهم من الشباب والذي ما يزالون يعانون في بؤر الصراع المنتشرة في دول العالم والتي يروح ضحيتها الكثير الكثير من الشباب كل يوم موجها سموه بكلامه دفعا معنويا للحاضرين من القيادات الشبابية العالمية والى اقرانهم في بلدانهم.
بعد حفل الافتتاح بدأت فعاليات المؤتمر من جلسات نقاشية تناولت مختلف القضايا التي يتصدى المؤتمر لبحثها وعلى مدى يومين كانت النقاشات تتسم بالجدية والواقعية وبلغة حوار مغلفة برسائل السلام والمحبة تجاه الاخر ، في احدى الجلسات التي كانت مخصصة لمناقشة هموم الشباب العربي وتطلعاتهم لغد افضل كان الشعور بالفخر ينتاب الحاضرين بغد مشرق للامة بعزيمة هؤلاء الشباب والذين يعتبرون قيادات في اوطانهم وكان من مخرجات تلك الجلسة اهمية دعم الشباب العربي من منظمات الامم المتحدة من اجل اخذ الدور الحقيقي والذي يمكن الشباب العربي من قيادة مستقبل أوطانهم وتقديم حلول لمشاكل الشباب العربي.
اختتم المؤتمر الذي احتضنت مدارس كنجز اكاديمي فعالياته وابدعت لجنة التنظيم من متطوعي المدرسة في تسهيل ونجاح كافة فعاليات المؤتمر وكانوا خير من يعبر عن متطوعي الاردن ، وعودة الى جلسة الختام والتي تلاقت فيها قلوب الحاضرين وهم يدركون ان انجاز ما قد تحقق من هذا المؤتمر والاجتماع الشبابي العالمي حيث قدم قصة النجاح الاردنية الشاب احمد الهنداوي مبعوث الامين العام للأمم المتحدة للشباب قراءه في مضامين واهمية البيان الختامي والذي اصطلح على تسميته «اعلان عمان» والذي مثل خارطة طريق حقيقية لبدء العمل في اروقة مجلس الامن حيث سيقدم هذا الاعلان لاحقا لاتخاذ الاجراءات العملية ومعالجة كافة الامور التي اجتمع واتفق الشباب العالمي عليها وابرز تلك المضامين–مشاركة الشباب وقيادتهم في مسائل السلام والأمن–دورالشباب في منع العنف وبناء السلام–المساواة في النوع الاجتماعي- تمكين الشباب سياسياً واجتماعياً.
وختاما فانه يحق للشباب الاردني اليوم الشعور بكثير من الفخر لدى احتضان بلدنا هذا المؤتمر العالمي للشباب ذا الاهمية الكبيرة والزخم الكبير في الحضور من بعثات دبلوماسية مثلت دول العالم الى جانب شبابهم فضلا عن اهم منظمات الامم المتحدة والمنظمات الدولية كما يلزم علينا ان نوجه كلمة شكر وامتنان الى سمو ولي العهد والذي يسجل له انجاز هذا المؤتمر وسوف يتذكر الشباب العالمي دوما اعلان عمان الذي سيرتبط باسم اميرنا المحبوب.
"الراي"
Sad_damesr83@yahoo.com