لا أعرفُ إذا كانَ المشهدُ في باريس، أو أية مدينة أوروبيةٍ أخرى. لكنّ اعلان نبيذ "تشارلز ڤولنير" يُسيطرُ على واجهةِ الشارع.
الصورةُ منتشرةٌ على مواقع التواصل الاجتماعيّ. قمتُ بتعديلٍ بسيط عليها، وضعتُ لوناً أسودَ على وجه الرجل، لأسبابٍ عدة. أولها أنه لا يحقُّ لي نشرُ صورته، دون إذنهِ. ثانياً، لأنّ المصوّرَ المجهولَ لم يستأذنهُ، قبل التصوير.
وثالثاً، ومن باب المساواة مع المنقّبتين، وضعتُ له نقاباً، ففي وجهه فتنةٌ أخافُ على الصديقات هنا من سحرها، والأهم أنني طمستُ وجهه، ليسيرَ في شارعٍ أوروبي تحت المطر، وخلفه اعلانُ نبيذٍ أو شمبانيا، بوجهٍ أسود.
أنظروا الى الحضارة العربية كيف تغزو أوروبا، وتعلمها دروساً في احترام المرأة، وفي الرقي والذوق. يسيرُ الرجل الأنيقُ بحذائه الرياضيّ، ويرتدي بنطالاً، لا ثوباً قصيراً، ويحملُ مظلةً تحت المطر، ويتركُ مسافةً مدروسةً عن نسائه، ويحافظُ على وظيفته كـ"مَحْرَم". فيما تمشي السيدتان بهذه الأناقة العربية الباذخة، تحت الشتاء.
يا لنا من أمةٍ رومانسية.