كـن صديقــــيفرح العبداللات
25-08-2015 05:16 PM
على انغام رائعة ماجده الرومي كن صديقي ",جلَسَت لتشرب فنجان قهوتها المعتاده,خاليةً من السكر ومن اي منكهات لها,فقط قهوة مرة,نظرت اليه و هو يتحدث اليها لساعات و ساعات يلقي الاوامر و يثقل كاهلها بالمسؤوليات و الواجبات الروتينية ,يحاول تضييق فوهة حريتها و حياتها بعادات و تقاليد مجتمع سخيفة لطالما حرمتها من حقها بالسعادة و الاختيار, وهي تستمر في شرب قهوتها ببطئ شديد لعلها تهرب من المجادلة وفتح جبهات شديده الهبوب صعبة المرور بسلام ,وحين انتهائه من موشحاته الشكسبيريه التفت اليها بازدراء و قال لها: لا تصمتي و انا اتحدث اليكي, نظرت اليه بنظرات متبادلة و سألته ان كان يصمت لمرة واحدة منذ خمسة عشر سنة فاتت ليسمعها ,قالت:, انت ايها الرجل ,رجل علمني ما معنى الصمت ,رجل علمني كيف اقوم بتخبئة حزني و دموعي داخل جوارير سرية لا يراها غيري,رجل علمني بأن للعفوية حساب , رجل علمني بان الزواج لا يمت للسعاده ولا للحب بصلة,فكل ما هو الا زوج و زوجة و اولاد, ما هو الا واجبات و مسؤوليات و حرام و ممنوع,فما اذنبت في كوني امراة ,فاصبحت تحت حضرتك ظلال امرأة,هل سألت نفسك لمرة واحده فقط ما بي؟ماذا يدور بذهني ؟هل وهبتني الجنون بالحب؟؟ هل جعلتني لمرة اتحدث عن نفسي؟ هل أشعرتني بالامان و الطمأنينه لقول لك مما اشتكي , من ضايقني؟من آذاني او جرحني في يومي؟ وان شاهدت دمعة قد خفيتها عنك بضرائي تقوم بتجاهلها لتجاوز الامر و اختصار الامور ,فما ان تكد تفكيرا بما تقول من واجبات زوجة و كيفية انتقاء الكلمات قبل التلفظ بها أمامك,ما ان يزيد شعور هذا الضلع الأعوج بالنقص و الانعدام و الغربة عن ذاك الجسد,فكل ما يدور حول هذا الكلام الرجولي هو حولك انت وحدك,حول راحتك انت وحدك ,حول صفاء ذهنك انت وحدك,حول سعادتك وحدك ايضا,لكن أنا؟لا يهمك و كان الكون قد اغتصب لارضائك وحدك, نظر اليها بتهكم وعصبية و عيناه قد أوقدتا ناراً بداخل جسد متهيّج عاصف , مجيباً لها؟اختصري حديثك ما المطلوب؟ ضحكت بصوت عال وقالت: حتى في قولي هذا اختصر فيا لك من اناني ,فعلى كل حال,فإنني أحتاج بأن تعيد الي طفولتي التي تاهت عن مسارها لحظة ارتباطي بك, فما ازال صغيرة بالعمر,ولا ازال جميلة,وكل من حولي يحبون التواجد بقربي ,و الاستماع لكل تفاصيل أيامي و ساعاتي التي مضت, انني ما ازال صغيره على كبت الكلمات ,كبت المشاعر ,كبت فرحي و غضبي,اريد ان اعيش حياة كامله و ليس نصف حياه,اريد حبا عفويا مجنونا كاملا و ليس نصف حب,اريد ان نرقص على انغام موسيقى الشوق و العشق والسعاده,فلطالما كنت كالفراشه ترقص ما بين كل حقل و الآخر ,وانت قمت بسجنها في قفص الحدود و الحواجز و الممنوع ,اريد ان اهديك و تهديني,أفاجئك و تفاجئني,نخرج نلعب و نرقص و نصرخ على قمم جبال شاهقه لا احد يسمعنا ولا احد يرانا,اريد ان تفهمني بما احب و ما اكره,لا ان اتصنع لتعويدك على اشياءا لعلها تذهب مع الدهر الابدي,اريد ان تكن صديقي, هل تسمع كلماتها الان,كلمات ماجده الرومي ,وكانها تقول كلمات لي وحدي ,وحدي انا من دون النساء , كن صديقي وليس زوج فقط,كن صديقي الشاب و ليس زوجي المسن,فرواياتي صغيرة و اهتماماتي صغيره و طموحي ان امشي ساعات معك,تحت المطر, فلماذا تهتم بشكلي و لا تدرك عقلي ,فإني لست من نواقص العقل كما تعتقد, واني لاعذرك لانك لم تتجرأ للحظه اقتحام تفكيري و عقلي لترى بانه بلا حدود ,بل ان حدوده السماء ,انا محتاجة جدا لميناء سلام ,وانا متعبة من قصص العشق والغرام التي اسمعها ,فتكلم ,تكلم ,لما كل هذا؟فقط كن صديقي ولطالما طالبتك بالصداقه ,فليس في الامر انتقاص للرجولة ,غير ان الشرقي لا يرضى بدور غير ادوار البطولات, هذا هو الامر كله. التفت اليها بنظرات ممزوجة ما بين التعجب من قولها لهذا الكلام في وجهه,مع خوفا من فقدان هذا القلب الكبير,القلب الطفل الذي لم يعرف للبلوغ معنى, اللسان الذي هرب بعيدا الى شبكات التواصل فقط لارسال رساله اليه بطريقة غير مباشرة خوفا من عقاب وحساب ,عقاب خاص من نوعه حصرت أسبابه بالتنفيس عما يجول بخاطرها , وكانه لاول مرة يتعرف اليها من خمسة عشر سنه, اقترب اليها بعيون قد تبنت الحنان و العطف على زوجته لاول مرة , وفجأه توقف و تراجع الى الخلف,تركها بالغرفه وحيدة و اغلق الباب بهدوء ورائه,وكان فحولة وشدة هذا الرجل قد ظهرت على غفلة بعد غيابها لدقائق قليله لتذكره بانه رجل شرقي ,رجل التقاليد و العادات,رجل السهل الممتنع,دمعت عيناها و اغلقت جفناها لثوان بعد ان شرعت بالاستسلام, توقف خفقان قلبها اليافع المتعطش للحب و الاشتياق بعد اعلان وفاته لدقائق و شروعه بالاستسلام, قامت و عادت الى قهوتها البائسة والتي بردت بعد أن كانت بدرجة الغليان, لعل هذه القهوة هي صديقتها الوحيدة التي قد تزيل عنها اعبائها و تفرغ ما بلسانها من كلمات,وما بقلبها من احاسيس,و ما بعاطفتها من احتياجات, وما بأنوثتها من مطالب,لعل هذه القهوة هي الوحيدة التي من الممكن بأن تعيد لهذه الروح العمار لكل ما حل بها من خراب ,فالمرأة منا تحتاج الى قليل من الرحمة والعطف و العطاء لكي تعطيك كل هذا و أكثر,فالرأفة بهن يا رجال العرب,الرأفة بقلوبهن ,و الرأفة بكم أنتم. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة