المتابع للمشهد السياسي في الفترة الاخيرة، يرى مقدار الحملة الاعلامية من اصحاب الفكر والرأي السياسي والكتاب على حكومة النسور الحالية، وتسليط الاضواء على الخلافات مع مجلس النواب وغيرها من اصحاب القرار السياسي والاداري لإظهار بان هذه الحكومة في انفاسها الاخيرة، وكذلك تبرير ان رحيلها ليس له علاقة بحل مجلس النواب من الناحية الدستورية والقانونية.
وما يزيد في تعقيد الامور ان هذه الحكومة لم نرَ لها اي تقدم في ملف الاستثمار، يستطيع المواطن ان يدافع عنها او اي تقدم ملموس على المستوى الاقتصادي، فاسعار النفط تتناقص كل يوم بينما اسعار المشتقات النفطية لم تنخفض بالشكل الملموس، وما تبعه في ارتفاع اسعار الكهرباء وغيرها ساهمت في عدم تحقيق الرضا المطلوب شعبياً عن هذه الحكومة. علما بان المشهد اصبح اكثر تعقيداُ من خلال التأثيرات الخارجية لاطياف الحياة السياسية الاردنية وكذلك تعقيدات الملف الامني واللاجئين السوريين وغيرها، بدأت تضغط بجميع مكوناتها من اجل اسقاط الحكومة لا لشيء وانما من اجل تشكيل حالة نادرة بان مجلس النواب قد اسقط حكومة تحت قبة البرلمان، وبالرغم من ان هذا المجلس لم يظهر باي قوة تحسب له من فترة تشكيله، الا ان ضعف اعضاء الفريق الوزاري وليس لديهم اي تأثيرات سياسية او عشائرية بالضغط على اعضاء مجلس النواب قد ساهم ايضاً في اضعاف حكومة النسور ذات الرجل الواحد الذي رغب شخص رئيسها بتكوينها بهذه الطريقة على مبدأ اللاعب الواحد الذي يجيد لعب كافة الادوار.
وبالتالي كيف سيكون موقفه في ادارة ومقاومة كافة التيارات التي تحاول اسقاطه، وبالرغم من المهارات والقدرات التي يتمتع بها شخص الرئيس سواء بالذكاء الاجتماعي والدهاء والقدرة على اقناع الآخرين، الا ان المتابع للاحداث يراه متمسمراً لوحده يتابع المشهد العام، خاصة مع ظهور كولسات متعددة من اطياف المافيات والديناصورات السياسية.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن كيف لشخص الرئيس ان يتعامل مع هذا الموقف بالفترة القادمة، ما بين حكومة آيلة للسقوط كما يرى البعض وبين المتربصين لافشال الحكومة.. لنرى الايام القادمة ماذا ستخبرنا حول ذلك.
bsakarneh@yahoo.com