هل هناك أزمة عالمية جديدة على الأبواب
د. فهد الفانك
25-08-2015 03:25 AM
البورصات المتطورة شديدة الحساسية للمؤثرات المحلية والخارجية، ويقال إن البورصة تتحسس الأزمات الاقتصادية قبل حدوثها، فتصاب بالانهيار سلفاً، ثم تتضح أبعاد الازمة بعد ذلك.
أقول هذا بمناسبة تراجع أسعار الأسهم في بورصة نيويورك خلال الأسابيع القليلة الماضية بما يعادل 10% من الأوج الذي كانت قد وصلت إليه قبل أشهر، منها 3% في الساعات الأخيرة من يوم الجمعة الماضية.
لم يقف الأمر عند بورصة نيويورك، فقد تجاوبت أصداء النكسة في جميع بورصات العالم، وخاصة في أوروبا والشرق الأقصى، وشمل ذلك جميع البورصات العربية.
الأسباب المطروحة لتفسير هذا الانهيار المالي غير مقنعة، فالمحللون يشيرون إلى تباطؤ النمو في الصين التي تشكل ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وقيامها بتخفيض عملتها تجاه الدولار بنسبة 2% تقريباً يومياً لمدة ثلاثة أيام متوالية مما لم يحدث من قبل.
في هذا المجال نستذكر أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي نشبت في عام 2009، واستمرت لسنوات، وتجاوبت أصداؤها في جميع أنحاء العالم، لم يستطع أحد أن يتنبأ بها قبل حدوثها إلا بورصة نيويورك التي انهارت فيها الأسعار فجأة بنسبة وصلت إلى 15% إلى أن بدأت تسترد عافيتها تدريجياً بعد ثلاث سنوات من الركود.
هل نحن على أبواب أزمة عالمية جديدة من النوع الذي شهده العالم واستمرت لعدة سنوات؟ في تلك الحالة كان السبب المباشر واضحاً في انهيار السوق العقارية في أميركا وتورط البنوك وشركات التأمين وإفلاس بعضها لدرجة اضطرت معها الحكومة الأميركية للتدخل وحقن السوق بسيولة هائلة في عملية إنقاذ كبرى.
كنا نريد أن نفسر ما حدث في بورصة نيويورك على أنه مجرد تصحيح للارتفاع الشاهق وغير المبرر الذي شهدته البورصة في المدة الأخيرة لدرجة أن سهم شركة جوجل ارتفع في يوم واحد بما يعادل 65 مليار دولار، ولكن المشكلة أن الانهيار المالي لم يقف عند بورصة نيويورك، بل حدث في جميع بورصات العالم.
إعتادت بورصة عمان أن تسير بعكس الاتجاه العالمي، فتنخفض عندما تزدهر بورصات العالم، وترتفع عندما تهبط البورصات العالمية، فلا عجب إذا سجلت بورصة عمان مكاسب ملموسة خلال الأسبوع الماضي، ولكنها هبطت في بداية هذا الأسبوع.
الراي