تستطيع اسرائيل أن تجر إيران إلى معركة على ارض غير ارضها،.. الى الجولان وجنوب لبنان. وتستطيع في الوقت ذاته ارباك الإدارة الأميركية بوضعها في صف إيران في هذه المعركة.
ليس من المهم أن نتلمس ملامح الخطة الإسرائيلية. في الاعداد لحرب اعتادت، منذ زرعها في هذه المنطقة،شنها على كافة الجبهات وبمواعيد نعرفها 1956، 1967، 1982، وحروب غزة المتتالية. وكان المكان والتوقيت بالغي الخطورة والذكاء الأسود.
من المتوقع في الأسابيع القريبة، رؤية المزيد من «صواريخ المقاومة» تنطلق الى الحرمون، ومن الجنوب اللبناني. تعقبها حملة إعلامية إسرائيلية (وأميركية).
ومن المتوقع ان تجتاح الدبابات الإسرائيلية ما بقي من الجولان المحتل، والنفاذ من شبعا (المحتلة) الى البقاع حيث لا قوات دولية.
والصورة تصبح أكثر وضوحاً، فإيران ستكون في قلب المعركة، ومن غير المعقول ان تترك حليفيها الأسد وحزب الله في المواجهة وحدهما.
- ماذا يمكن ان تفعل إيران؟!.
والسؤال يبقى دون اجابة، لانه موجه عمليا الى الرئيس باراك، وإلى الكونغرس.. وإلى المعاهدة او الاتفاقية النووية مع إيران.
من المؤكد ان المنطقة ستشهد النتيجة النهائية لكل هذا الذي جرى ويجري منذ عام 2011 في سوريا ولبنان والعراق. فالامبراطورية الإيرانية ليست مسيطرة على بغداد ودمشق وبيروت لان الذي يجري في العراق هو ثورة عليها وعلى جماعتها قبل ان تكون ثورة ضد الفساد المحلي،واهمال الكهرباء والماء والخدمات، وضد افلاس دولة العراق العتية. ولان الذي يجري في سوريا لا يعني ان الاسد حليف قوي، وان حزب الله هو جيش قادر على الدفاع عن النظام السوري.. وان سوريا بالتالي ليست جزءا من الامبراطورية.
اذا قررت حكومة اسرائيل ان تخوض معركتها الان او تؤجلها الى اشهر، فان النتائج لن تتغير فالوضع في العراق لا يمكن الابقاء عليه. والوضع في سوريا سيزداد سوءا وستتقلص مساحة سيادة الدولة الى اقل من 25% من مساحة سوريا.. وستمتد الغوطة الى دمشق وادلب الى سهل الغاب وحماه وحمص وسيجد الاسد نفسه في جبال العلويين، وربما دون اللاذقية.
الرأي