تلعب المحافظ المؤسسية المحلية دوراً مهماً في السوق المالي لانها تؤكد ايمانها بدور هذا السوق في تفعيل الاوضاع الاقتصادية، وتقديمها رسالة مهمة لتأكيد الثقة به في مختلف الظروف؛ والتي يفترض ان تكون اللاعب الاول في دعمه وتطويره ودفعه قدماً الى الامام لاستعادة عافيته، فبدون السيولة التي توفرها تلك المحافظ سيظل السوق محدود النشاط، وحكراً على المضاربين من الأفراد الذين يتحكمون بأسعار الأسهم بعيداً عن دوره ووظيفته، وحتى الصورة التي يعمل الاردن على تقديم نفسه بها للمستثمرين.

من هنا تأتي الاهمية لاستثمار رجل الاعمال الأردني حسن اسميك في السوق المالي بشراء خمسة ملايين سهم من حصة شركة مساكن الاردن لتطوير الاراضي والمشاريع الصناعية؛ بهدف ضخ المزيد من السيولة في السوق المحلي، وتأكيد الثقة بمستقبل الاقتصاد الاردني في ظل اجواء الامن التي ينعم بها الاردن، ولفتح المجال واسعاً امام جذب المزيد من الاستثمارات ليس للسوق المالي وحده وانما لقطاعات اقتصادية اخرى، ناهيك عن الدفعة المعنوية الكبيرة التي تمثلها هذه الصفقة للأردنيين الـ700 الف الذين يمتلكون أسهما في السوق؛ والذين سيستفيدون من تحسن الحركة فيه للاستفادة من ملكياتهم للأسهم وبالذات من خلال ارتفاع قيمتها في المرحلة القادمة.

تأتي هذه العملية الاستثمارية الجديدة تلبية لدعوات جلالة الملك للمستثمرين الاردنيين في الخارج للاستثمار في بلدهم الاردن، والذي تؤكد عليه توافر تشريعات عصرية، وقوانين استثمارية منافسة، وفرص استثمارية واعدة، ضمن بيئة اعمال يلعب فيها رأس المال البشري الاردني المتعلم والمؤهل والقادر دوراً مهماً في تعظيم نتائج تلك الاستثمارات، التي يجب ان يكون جذبها وتوطينها ضمن منظومة متكاملة من السياسات المحفزة والصديقة والقادرة على حل المشكلات بسرعة وابتكارية، بعيدا عن القوالب الجامدة وردود الفعل التقليدية.

تجسد هذه الحركة الاستثمارية طموح المستثمر الاردني في الخارج للعب دور ايجابي لصالح اقتصاد وطنه، وهو ما سينعكس على حجم التداول في السوق، ويدعم القطاع الاسكاني الذي يعاني من مشكلات تتهم الاطراف ذات العلاقة بعضها البعض بالتسبب بها، دون وجود حلول تخرج الجميع من عنق الزجاجة المكلف استثماريا واقتصاديا واجتماعيا وماليا ايضا.

خلفية السيد اسميك الاستثمارية، وخبراته المتنوعة في مجالات مختلفة، ونجاحه المشهود في المجالات الاقتصادية وبالذات في الجانب العقاري والمالي في الامارات العربية وخارجها، سيكون ضمانة اضافية لضخ المزيد من الاستثمارات في السوق المالي وفي غيره، واضافة ايجابية لقطاع الاسكان الاردني، ورسالة لرجال الاعمال والمستثمرين الاردنيين للتحرك نحو تفعيل نشاطاتهم، عوض الانتظار المكلف والذي تكون نتيجته ضياعا للفرص.

بورصة عمان فيها العديد من الفرص، وهي تشتمل على الكثير من الشركات ذات المصداقية الادارية، والفعالية التشغيلية، والنتائج المالية الايجابية، وتقوم بتوزيع الأرباح سنويا، وهي جميعها لا تحتاج لاكثر من محرك يسمح بعودة الثقة للسوق ليعود هذا السوق ومن جديد ليلعب دوره الايجابي في الحياة الاقتصادية، وهو ما نأمل ان تؤدي اليه هذه الهبة الاستثمارية لرجل الاعمال حسن اسميك.

* الكاتب محلل وخبير اقتصادي