نكبة زيارة بوش للمنطقة18-05-2008 03:00 AM
السيّد جورج دبليو بوش: هذه هي المرّة الثانية التي أكتب فيها للرئيس الأمريكي بوش، المرّة الأولى كانت عندما زار الأردن.. وها هو يريد أن يختم سيرته العبثية في التلاعب بالعالم من خلال المشاركة باحتفالات الكيان الصهيوني في الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية العربية.. حسناً. السيّد الرئيس الأمريكي: ها أنا أكررها بأنه ليس مرحبا بك في زيارتك لنا.. تماماً كما قلت في زيارتك الماضية.. ليس لأننا نكره الضيف.. بل نحن سادة الكرم والضيافة.. لكن لا تنطبق عليك مواصفات الضيف.. فأنت ومنذ استلامك للرئاسة جعلت العالم يقف على حافة الهاوية.. إن الحرب العبثية الظالمة والمكلفة مادياً وبشرياً وحضارياً في العراق ستبقى وصمة عارٍ تلاحقك حتى في مماتك.. لقد خلدت اسمك في التاريخ بأن هناك رئيسا أمريكيا قام بتدمير العالم استناداً لأكاذيب وأباطيل.. سترحل قريباً أيها الرئيس.. لكن بغداد باقية.. أما يكفي ستون عاماً من التشريد والاضطهاد الذي لم يشهده العالم عبر تاريخه كما شهده مع الشعب العربي الفلسطيني.. هذا الشعب الذي كان يعيش في فلسطين بوداعةٍ وسلام.. شعب من الفلاحين والبدو والحضر.. تماماً كباقي شعوب العالم.. شعب لا توجد لديه عادات أو ممارسات تختلف عن عادات وممارسات شعوب الأرض.. شعب لا يعرف فيه المسلم من المسيحي إلا عندما يعرّف الواحد بنفسه على أنه من أتباع هذه الديانة أو تلك.. شعب يزرع ويبني.. يفرح ويغضب.. يأمل ويرجو.. شعب مسالم ليست لديه ثقافة خاصة بالإرهاب أو العدوان أو الكراهية.. هذا الشعب وجد نفسه بين عشيةٍ وضحاها مطرودا ومهجّرا ومشتتا من أرضه وتاريخه ووجدانه.. ليزرع مكانه أولئك المنبتّين شذّاذ الآفاق من كل بقاع الأرض.. شعب أقرت كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية بحقوقه الإنسانية وحقّه بتقرير مصيره.. بعودة اللاجئين والنازحين لأرضهم ومدنهم وقراهم وبواديهم.. وبتعويضهم عن ممتلكاتهم وعن سنين الشتات والنفيّ بعيداً عن وطنهم.. السيّد الرئيس: زيارتكم غير مرحب فيها لأنكم لم تجلبوا للمنطقة سوى الخراب والدمار.. ولم تتضمن أجنداتكم سوى الدعم المتواصل للكيان الصهيوني.. لقد فرقتم بين الأخ وأخيه.. لقد غرقت المنطقة بالفتن والحروب الطائفية والمذهبية والقبلية نتيجة ممارساتكم الهوجاء.. إن يوم زيارتك لنا هو يوم حزين وكئيب.. فلا يوجد شيء واحد نستطيع أن نذكرك بالخير لأجله.. ها هم أطفال العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال.. ها هي بغداد.. غزّة.. جنين.. بيروت.. ها نحن كلنا.. نقولها: لا أهلاً ولا سهلاً بك أيها السيّد الرئيس الأمريكي.. لن نأسف على خروجك من البيت الأبيض الذي سودته بأفعالك.. لن نهلل للقادم بعدك.. لن نصفق ولن ننوح أو نلطم.. لكننا سنزجرك بغضب ومقت العالم كلّه.. فأنت سبب ويلاتنا ومصائبنا.. احتفل والبس القلنسوة.. وابك عند حائط مبكاهم المزعوم.. واندب ضحايا النازية كما يدعون.. وضع أكاليل الورود على نصبهم.. افعل ما تشاء.. لكن إياك أن تتعاطف مع أطفالنا ومعتقلينا وحصارنا وجرحانا وشهدائنا.. فهذه أسمى وأرفع وأنبل من أن تتلوث بتعاطفك.. أيها السيّد الرئيس: ارحل فأنت غير مرحب بك.. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة