مقتل طفل برصاصة فرح في اربد، إصابة عشريني برصاصة فرح في الهاشمي، إصابة ثلاثة أطفال برصاص فرح في المفرق.
هذه الأخبار تصدرت عناوين الصحف والمواقع الالكترونية لهذا اليوم، أما الخبر الأول فهو متداول بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما زال المستهترون بأرواح البشر يتعاملون معنا وكأننا ما زلنا في ستينات او سبعينات القرن الماضي، حيث المدن عبارة عن قرى صغيرة متناثرة هنا وهناك وبالكاد تجد أناسا يسيرون بالشوارع نظرا لقلة السكان.
تعود بي الذاكرة الى سبعينات القرن الماضي حيث معظم نزلاء السجون هم من مطلقي العيارات النارية في الأفراح والمناسبات، وكيف أن سياسة الأمن العام ذلك الوقت كانت تقوم على حبس العريس ووالده لحين إحضار مطلق الرصاص وإيقاع العقوبة عليه.
فهل المطلوب أن نعود الى تلك الحقبة حتى نمنع المستهترين من ممارسة استهتارهم وطيشهم وزعرنتهم في الأفراح والمناسبات السارة؟
أم بات إلزاما على صاحب أي مناسبة اجتماعية وخصوصا الأفراح الحصول على تصريح من الأمن العام لإقامة مناسبته التي أصبحت أكثر خطورة على المجتمع وحياة المواطنين من فعالية تقيمها الأحزاب هنا وهناك استنكارا لحدث ما او احتجاجا على آخر.
ليس من المعقول او المقبول أن تصبح مناسباتنا السعيدة مصدر شقاء وتعاسة للآخرين، هذا الأمر يتطلب التحرك على عدة مستويات.
الأول وهو الرسمي، حيث يجب تعديل قانون العقوبات بإعدام مطلق الرصاص في حال تسبب بمقتل آخرين او الحبس لمدة عشرين عاما في حال تسبب له بعاهة دائمة، إضافة الى عدم قبول صك الصلح العشائري كعذر مخفف في المحاكم.
أما الثاني واقصد العشائري، فهي دعوة لكل رجالات العشائر وشيوخها الأجلاء لاتخاذ مزيدا من الإجراءات بحق أبنائها وتتمثل بعدم التدخل لمصلحة هؤلاء الأشخاص من خلال العطوات وعدم التوسط لهم تحت أي ظرف، كذلك عدم مشاركة كل من يقبل او يسكت عن إطلاق العيارات النارية في مناسبته مهما كان نوعها.
أخيرا، هي دعوة لمدراء الأمن العام كل في منطقته بضرورة تكثيف دورياتهم ليلا بين الأحياء السكنية أيام الأفراح والمناسبات وضبط كل من يقوم بمثل تلك الممارسات التي تدل على الجهل والتخلف.
kalilabosaleem@yahoo.com