فرد النسر الأزرق جناحيه ليحلق بشموخ نحو منصة التتويج ويحتضن لقب كأس الكؤوس للمرة الـ 15 في تاريخه وسط فرحة غامرة من جماهيره التي بددت كل قلق ساورها في الموسم الماضي وعوضته بجرعات من الثقة والتفاؤل.
لم تكن فرحة جماهير الفيصلي الليلة الماضية مقتصرة على اضافة لقب جديد الى خزائن تعج بالألقاب أو الكوؤس والانجازات التاريخية، بل تعدت ذلك الفوز لتصل حدود الاطمئنان على استعادة النسر لعافيته وقدرته على التحليق بثبات وقوة كما اعتاد لعقود طويلة.
.. نجحت الأسماء التي استقطبها او أعادها الفيصلي، بتقديم الاضافة المطلوبة وخصوصاً نجم اللقاء الأول ياسين البخيت، كما بدا التوازن واضحاً في كل خطوط الفريق رغم بعض الهفوات التي ظهرت في الجانب الدفاعي.. كما لعبت الروح العالية -روح الفوز- دوراً كبيراً لدى اللاعبين الذين تسلحوا بالحماس والارادة.
لست بصدد تسليط الضوء على الجانب الفني بقدر ما يهمني وجماهير كرة القدم الأردنية عودة الفيصلي الى مكانه الطبيعي، لأن في ذلك فائدة ومصلحة كبيرة للعبة ودفعة قوية لتوجهات التطوير التي تبلغ قمتها بنتائج المنتخب الوطني، فالفيصلي بمكانته وعراقته وألقابه -القياسية- وجماهيره الكبيرة يعد أحد الاضلاع الرئيسة في معادلة الأهداف الطموحة لمسيرة كرة القدم الأردنية واشراقتها وتميزها.
عندما يعود الفيصلي الى سابق عهده فإن ذلك يعني أن المنافسة الشريفة والمميزة مع الوحدات ستضفي المزيد من الفوائد للكرة الأردنية.. وعندما يمضي الجزيرة بخطواته الجادة للمزاحمة على الالقاب ومعه الرمثا والحسين، وهي الأندية التي أرتبطت بتاريخ اللعبة وعززت مسيرتها خلال العقود الماضية، فإن مؤشر نجاح ومكانة وقيمة الكرة الأردنية سيحظى بدفعة قوية نحو المزيد من التصاعد وصولاً للأهداف المنشودة وفي مقدمتها تعزيز الخطوات المتجهة نحو «حلم» المونديال.. والله الموفق.
الراي