في مؤتمر الدوحة قوى شد عكسي, نأمل ان لا تنجح في مسعاها...
لقد استمعنا الى تصريحات عدد من السياسيين اللبنانيين المشاركين في لقاء الدوحة, بعضهم من المعارضة والآخر من الموالاة, ولكن الذي استوقفنا ان عددا من اعضاء وفد "14 آذار" اراد التصعيد والتسخين فقفز الى سلاح حزب الله مباشرة, وهي عقدة الحل, لان الاتفاق الذي تم في بيروت برعاية اللجنة العربية حدد بنود النقاش حسب الاولوية والتي تصدرتها مسألة انتخاب الرئيس التوافقي والبحث في تشكيل حكومة الائتلاف الوطني او الوحدة الوطنية ثم البحث في تعديل قانون الانتخابات النيابية, وكان اكثر المتحمسين لطرح هذه المسألة هو سمير جعجع, قائد "القوات اللبنانية" الذي سعى الى التصعيد بهدف وضع العربة امام الحصان او انه وضع المؤتمر على حد السيف, وقد شاركه في هذا الطرح عدد من اعضاء وفد "14 آذار" مما خلق سحابة من القلق والتشاؤم خيمت على اجواء المؤتمر في جلساته الاولى.
وحتى كتابة هذه السطور لم يرشح عن مؤتمر الدوحة ما يثلج قلوب اللبنانيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر صعود الدخان الابيض والانحياز للمصلحة الوطنية اللبنانية على حساب مصالح امراء الحرب بعدما اوصلت الخلافات السياسية لبنان الى حافة الاقتتال والفوضى الأمنية.!!
من المهم ان يتناول المشتركون في النقاش البحث في المسائل الاسهل من اجل انعاش الامل وتنقية الاجواء وتهدئة النفوس قبل الفوضى في بحث القضية الشائكة وهي الاصعب والأعقد, بسبب انعدام الثقة بين الاطراف المتصارعة, وهي قضية سلاح المقاومة والتي وضعت قطر صيغة لمناقشتها على طاولة المفاوضات على امل الوصول الى التهدئة والحل...
اعتقد ان الوقت حاسم واللجنة العربية تضغط باستمرار على كافة الاطراف لتذليل العقبات خوفا من تدخلات وضغوط خارجية تعيد المسألة الى المربع الاول لان هناك اطرافا خارجية يهمها نزع سلاح المقاومة اولا تحت شعار "المصلحة اللبنانية" او أمن لبنان الداخلي .!!
ولكن رغم ذلك نأمل ان يقفز الجميع فوق الجراح والمصاعب والمتاعب والشكوك وان ينتصر لبنان بالتوصل الى اتفاق على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" وهي صيغة التعايش في لبنان... نأمل ذلك قبل ان يطل علينا صباح هذا اليوم, بما يحمل من مفاجآت لان الابواب لا تزال مفتوحة امام كل الاحتمالات.!!.
العرب اليوم.