اؤكد ابتداء محبتي الشخصية لفضيلة مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين الأستاذ سالم الفلاحات. ومن موقع هذه المحبة أجد أنني مطالب بتقديم النصح له خالصا لوجه الله.
وأشعر أنني مطالب بنصحه، بدافع من الود الذي جمعنا قبل أن يتبوأ موقعه الحالي، ولأنه يدفع الناس رغم كل ما فيه من صفات حسنة، إلى النفور منه، وتوجيه النقد له، والتشكيك في قدراته القيادية.
بل إنه في الآونة الأخيرة تصرف بنزق غير متوقع، خاصة لجهة علاقته مع أصحاب القلم.
وأريد أن ابدأ بهذه..
التعامل مع الإعلام يا فضيلة المراقب العام يحتاج إلى خبرة يبدو أنها لم تتوفر لديك بعد. ولا ضير في هذا، طالما أنه لم يمض طويل وقت بعد على تبوئك موقعك، وأنت قبل هذا لم تكن على تواصل مع الإعلام والإعلاميين. ولذا، فقد وقعت في جملة اخطاء نسأل الله أن لا تكرر.
الخطأ الأول والأهم هو اتخاذك مواقف حدية على خلفية غير موضوعية من هذا الكاتب أو ذاك الصحفي. تذكر فضيلتك يوم اقامت الجماعة حفل الإفطار الرمضاني، أنني نصحتك من موقع المودة المتبادلة أن تدعو من اخبرتني أنك وجهت له دعوة فعلا، لكنها لم تصله بعد، لأسباب قدرتها أنت، واستدعت ارسال دعوة أخرى له، فكان الرجل الوحيد الذي وصلته في نهاية الأمر دعوتان، فاخر بهما وأسعده تلبية دعوتك الكريمة، وأصبح من يومها مدينا لك بالمودة.
قاعدة التواصل تصلح للتعامل بها مع الجميع، وقد كنت سباقا لها، فلم تخليت عنها الآن في ضوء تقديرات غير موفقة، إن لم يكن في تشخيصها، فعلى الأقل في نتائجها..؟!
الخطأ الثاني، وهو قد يكون مبنيا على الأول، الخوف من نشر الحقيقة..!
هذا الخطأ قاد فضيلة المراقب العام إلى نفي الحقائق. ومن سوء الطالع أنه في ذات اليوم الذي نشرت فيه تصريحات لفضيلته ينفي فيها طلب "حماس" فك علاقاتها التنظيمية بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، كان نائبه الأستاذ جميل أبو بكر يقر في تصريح لصحيفة أخرى بتلقي الجماعة رسالة من "حماس"، وكلام شفوي آخر نرجح أن يكون متصلا بما نفاه فضيلته..!
والآن فقد أصبح الجميع على علم بأن فضيلته، والتزاما منه بقرار مجلس الشورى، بعث برسالة إلى فضيلة المرشد العام، وهيئة الإرشاد في القاهرة يعرض موضوع الخلاف الناشب مع حركة "حماس"، ويطلب التدخل حفاظا على علاقة "حماس" التنظيمية مع الجماعة في الأردن..ذات العلاقة التي ينفي فضيلته وجودها، ويصفها بأنه مجرد "شيئ عاطفي ولا معنى له"..!!
الخطأ الثالث مبني بدوره على الخطأ الثاني، حيث أن فضيلته، وفي محاولة منه لإخفاء الحقائق، عن الناس، وكتم الرأي الآخر داخل الجماعة، أجرى اتصالات مع ادارات بعض الصحف يطلب منها عدم نشر ما لا يروق له نشره، من اخبار، وآراء قادة آخرين في الجماعة..!!!
فضيلته لا يخطئ فقط في تعامله مع الإعلام، لكنه يخطئ كذلك في تعامله داخل الجماعة.
نصيحتي الصادقة، ومن موقع المحبة لفضيلته، أن يراجع نفسه، وأن يوقف سلسلة الأخطاء التي يبنى كل منها على سابقه، وأن يترك التجنح ويكون للجميع.