والترويج ليس مقصوراً على المخدرات.. فهناك مخدرات أسوأ وأكثر خطورة يتم الترويج لها وتعاطيها من قبل بعض الفئات النخبوية والتي تعمل على ترويج الأكاذيب والإشاعات.. فهناك إضافةً لمن يتعاطى الحبوب، مَن يتعاطى الإشاعة ومَن يُدمن التشويش..
كذلك فإن الترويج له ألوان مختلفة، هناك ترويج سياحي، تجاري، جنسي، سياسي، ثقافي، فكري، ترفيهي، و.... لا أعرف شخصياً وزير الداخلية ولا وزير العمل.. لكنني أعرف وأسمع وألمس ذلك العمل الصامت والصادق خاصةً لوزير الداخلية.. قد لا نتفق على العديد من المفردات التي تُعنى بها وزارة الداخلية وفي مقدمتها ذلك التداخل في الإشراف على الأحزاب والحياة الحزبية وبالتالي الهيمنة على الحريات السياسية والمدنية.. لكن هذا له حديث آخر، ما أريد الإشارة إليه هو تلك الإشاعات التي تروّجها بعض الشخصيات والصالونات عن استقالة وزير الداخلية ووزير العمل، وكأن الاستقالة جريمة أو كأن الاستمرار في المنصب غنيمة.. لكن قد تكون الحقيقة بأن هذه الإشاعات المغرضة لها مصالح خفية ليس منها أية مصلحة وطنية.. لقد بدأ الحديث عن تعديل الحكومة البخيتية منذ إعلان تشكيلها.. وبدأ حديث مصاحب عن تغيير رؤساء الجامعات.. وبدأ حديث عن تغيير كبار المسؤولين.. حتى عندما قام رئيس الحكومة بالتعديل، جرى حديث عن تعديل التعديل.. علماً بأن رئيس الحكومة كان ولا زال يعلن بأن أي تغيير أو تعديل لن يكون ارتجالياً أو سريّاً وأنه لن يختبئ خلف الملك في أي قرارٍ ستتخذه الحكومة.. كذلك فقد أعلن عيد الفايز أن مَن يهرب من تحمّل المسؤولية لأي سببٍ كان هو شخص لا يستحق ثقة القيادة أو الشعب.. ثم هل القضية فعلاً تستدعي كلّ هذه الإشاعات التي تعمل على زيادة البلبلة والارتباك وتشويش العمل بحيث تبدو قضية الاستقالة أو التعديل أو حتى التغيير الوزاري وكأنها القضية المفصلية في المجتمع الذي يكفيه ما هو فيه من متاعب ومصائب، والذي لم يعد تنطلي عليه تلك الألاعيب والأكاذيب لبعض أولئك الذين لم يعد لديهم شاغل سوى النخر في الجسم الوطني وسوى ضخ السموم والأباطيل على أمل أن يعودوا إلى الأضواء مجدداً وليعودوا إلى ممارسة النهب والسلب باسم الوطن والمواطن.. لقد عرفنا الفاسدين بسيماهم وأسمائهم وأطيافهم.. والآن نعرفهم بترويجهم للإشاعات والدعايات التي تؤكد درجة الأنانية والشوفينية لدى هؤلاء..
كفانا أوصياء.. كفانا أدعياء.. كفانا شقاء وبؤساً وتضليلاً..
أعود لأؤكد بأنني لا أعرف عيد الفايز شخصياً.. لكنني أعرف عن نظافة قلبه وحديثه وفعله..
وأعرف أنه يعمل ويواصل العمل لكي يبني صورةً حضارية لتلك الوزارة التي يخشى المواطن في الأقطار العربية المختلفة مجرّد ذكر اسمها.. حقاً أن الأعلى صوتاً هو الأقل عملاً..
E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com