عِصمَة الكِبرِِياء .. للبنانية فلورا قازان
18-08-2015 12:42 PM
عِصمَة الكِبرِِياء
بَعْدَمَا احْتَلَّ الجُدرَانَ الأَربَعَةَ بقلبي
وسَقفًا نديًّا يرشحُ بصدق مشاعري
مَنْ قَبِلِ ولادتي .... مَاتَ
لَكِنَّهُ ما زَالَ يَأتيني كُلَّ يومٍ كشبحِ آلهةٍ
من زمنِ (عَشْتَرُوتَ)
يحملُ أشواقَه
حَفْنَةً مِنَ الاِنتصارات
يسألُ بُرُودَةَ أنفاسي
سريراً مُريحًا لهزيمتِهِ
تتقافَزُ عليهِ أطفالُ الشَّمسِ
وَارْتِعَاشَةَ أطرافي ...
دفئًا في وسادةٍ
يُثَرثِرُ قطنُها بأساطيرِ الأحلام
***
اِنتابني إحساسٌ غريبٌ
شَبِيهٌ بالعطفِ
على ملامحَ بلا عينين
اِرتَشَفَتْ جُرعاتٍ هائلةً
من أنينِ جَوارحَ بَكَتْ قيظَها
أنهارًا متدفقةً من أمواجِ العذاب
تُطَهِّرُ بحورَ الكونِ من طَعمِ المِلحِ
إحساسٌ تركني في وَحشَةِ صحراءٍ
تعيشُ سُباتَ الأحلامِ
كجثةٍ هامدةٍ
أُواسي بُكْمَ اليَمَام
***
بُرُودَةٌ تسربَتْ إلى مسامي
كخَدَرِ ضَوءٍ حزين
حين تُشرفُ الشَّمسُ
على المغيب
فَاهْتَزَّتْ كأسُ الوجعِ
على شفاهِ الذكرى
جرحُ الصَّمتِ
في حنجرةِ الوجدان
رقرقَ النَّزفُ في قلبي
ناولتُهُ ابْتِسَامَةً عريضةً
وقلت:
حان الآن وقتُ صلاتي
وأدرتُ ظهري لصهيلِ نداءٍ
يستجدي الرأفةَ في أعماقي
تعكزتُ على قدمين مترنحتين
وقفتُ كَنَجمةٍ ألتقطُ أنفاسَ أضوائي
ثُمَّ مشيتُ كصَنَمٍ ثَلجِيٍّ
خرجتُ ...
وقَفَلتُ بابَ الحنينِ ورائي
*الشاعرة اللبنانية فلورا قازان