.. دول كالأردن بحاجة في قفزاتها التنموية الى مشروعات كبرى تستقطب قواها الحيّة، وتبعث فيها روح المغامرة. مشروعات مثل سكك الحديد التي توصل مواقع الانتاج بالموانئ البحرية والبرية، وتكون قادرة على استيعاب الاستيراد والتصدير.
كنا نتوقع ان يخصص جزء كبير من المنحة الخليجية لمشروعات سكك الحديد. وليست من المستبعد ان تفاجئنا دولة قطر، بدفع مساهمتها لتمويل هذه المشروعات. فالخليج يبني الآن شبكته الخاصة.. وهي شبكة توصل الأردن بالسعودية. وتوصل العراق بالعقبة اذا قرر العراقيون أن تكون الأنبار ممر العراق الطبيعي إلى الوطن.. بدل ان تكون لداعش وجرائمها.. وإذا قرر السوريون إنهاء حرب الدمار الذاتي والاتصال الطبيعي مع الجزيرة عبر الأردن.. ويفتح للبنان طريق الحياة.. وهي المحاصرة برياً بمزاج النظام السوري.. وعدوان إسرائيل المستمر.
.. من المشروعات الكبرى التي انتظرناها حتى ترمدت عيوننا.. مشروع قناة البحرين الأحمر – الميت، وإذا كان شركاؤنا: الفلسطينيون وإسرائيل ما يزالون يحسبون ويتحسبون. فهذا المشروع هو بالنسبة لنا حياة أو موت. فماء الشرب لا يكفينا. والبحر الميت يكاد يموت فعلاً إذا بقي يهبط متراً كل عام. وتتقلص مساحته بشكل مريع.
هذان مشروعان، نحتاج إلى الشجاعة في اقامتها اكثر من حاجتنا الى المال.. ولعل شجاعة الرئيس السيسي في اقامة المشروع التوسعي لقناة السويس وتمويله بنخوة شعب مصر خلال أسبوع (86 مليار جنيه)، وإنهائه خلال عام واحد.. لعل شجاعة الرئيس المصري تكون نموذجاً لنا ولغيرنا. فيجب أن يتعلم الناس عدم انتظار المستثمر الأجنبي أو منح وقروض البنوك الدولية والدول الصديقة. فلماذا لا ندعو الناس إلى المساهمة بشبكة سكة الحديد؟.
لماذا نعقد مؤتمراً للمغتربين الأردنيين (الكلفة كما عرفنا خمسة ملايين دينار) دون ان نقدم لهم مشروعا تنمويا عملاقا من السهل شراء اسهم فيه؟. لماذا استطاع السلطان عبدالحميد الثاني ان يحشد نخوة الناس فيتبرعوا للخط الحديدي الحجازي، ولا نستطيع نحن تحشيد قوى شعبنا «للمساهمة» في مشروع أكثر جدوى من تحسين طريق هنا، ومدرسة هناك؟.
الخدمات في بلدنا ممتازة، رغم انها بحاجة الى بعض الصيانة،.. لكن المطلوب مشروعات كبرى تستوعب مئات الآلاف من شبابنا، وتجعل من النهوض الاقتصادي.. حقيقة ماثلة.
الراي