"الربيع العربي " مهمتنا الدمار الشامل
م. عامر الحباشنة
17-08-2015 07:50 PM
ما أن بدأ عصر التحولات السياسية في العقد الثاني من القرن الجاري حتى اجتاحت العالم العربي سلسلة من الأحداث شعارها المعلن هو (الخلاص) من الظلم والتهميش وغياب الديمقراطية والمشاركة السياسية الذي شهده زمن سيطرة الدولة القطريه والنظام العربي المركب منذ ما بعد سايكس بيكو. .. وبدأ للوهلة الأولى أن ما يحدث هو استجابة اجتماعية مجتمعية ورد فعل على مسارات تجربة النظام العربي في كل المجالات. .
وتم تغطية ذلك بمنظومة من التحليلات والقراءات تنطح لها (سياسيون) و (إعلاميون) و (رجال دين) و (مفكرون) من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كلها تصب في سيل جارف من الأحداث الحقيقة والمصطنعه مستخدمة كل الموروث الثقافي والتاريخي ونابشة في حنايا أحداث الماضي والحاضر لتبرير مواقفها وتحالفاتها.
علی هذا الطريق دخلت تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا نفق المرحلة بشكل مباشر وتبدلت لغة الخطاب في باقي الدول العربية بما يتوافق مع هذه المرحلة. ..فكان أن ركبت القوى الإقليمية والدولية موجة الأحداث بمساعدة وكلائها السياسين في كل دولة لتقود إلی حالة من الفوضى والفراغ اجتاحت كل الدول التي أدخلت نفق الفوضى المسمى أمريكيا وغربيا بالربيع العربي. .
ولعل نظرة استعراض محايدة لما حصل ويحصل تجعل من السهل إثبات أننا اخفقنا في تحقيق الأهداف المعلنة بل اننا ادخلنا أنفسنا وشعوبنا في نفق مظلم تسكنه شياطين مصطلحات العصر الجديد كالمكونات والطوائف والأعراق وكأننا الوحيدين الذين يمتلكون هذه الصفات.
وهذا يتجلی في تجارب ليبيا وسوريا واليمن. .حيث هبت القوى بكل نتاقضاتها واختلافاتها لإسقاط الأنظمة القائمة دون الإتفاق على الحد الأدنى من تصورات اليوم التالي. .فهبة النظام العربي الرسمي وحلف الناتو بحملة العسكرية في ليبيا نتيجتها كانت إسقاط النظام والدولة الليبية وتركها تغرق في فوضى الصراعات دون أي أفق سياسي اللهم إلا من منجز واحد وهو تحويلها لمخزن سلاح. .وسوريا ليست بأفضل حالا. .فالحالة المطلبيه للسوريين تحولت إلى بؤرة جذب لكل الطامحين والطامعين وشذاذ الافاق من قوى الداخل والاقليم. لتستمر الملهاة منذ أربع سنوات في مواجهات متناقضة إنجازها الأوحد دمار الدولة وتحطيم المجتمع السوري. .مواجهة (المنتصر) فيها مهزوم. .واليمن بدأ وكأنها تدفع ثمن حراكها السلمي في غابة البنادق. .فالتسويات تتبدل والبنادق تتنقل بين الأكتاف وصنعاء رأسها مطلوب بعواصف.. وفتوحات. . شعارتها ووحدويه وبنادقها انفصاليه.
والحديث يطوووول عن الأخرين في مصر ولبنان والعراق. .ولأن الحديث يطول ساكتفي ..ليستكمل الحديث لاحقاً عن العابثين إقليمياً ودوليا. وراكبي الأحداث من وكلائهم في الداخل.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.