facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إتفاقية مدريد ونادي برشلونه


عمر كلاب
17-08-2015 06:52 PM

إحساس الشارع الأردني بضرورة الثنائية تحول الى سلوك جيني ينعكس على كل حياته، فمن ثنائية المشروبات " الشاي والقهوة، والبيبسي والميرندا " إلى ثنائية الصحافة " الرأي والدستور" ، وثنائية السياسة " الإخوان والحكومة " والديموغرافيا شرق النهر وغربه , والرياضة في الفيصلي والوحدات وحتى في الأبناء الفتاة والصبي .

السلوك يتعاظم ويجد تفريعات وتفريغات تؤكد عمق الثنائية وضرورتها في الحياة الأردنية فخلال النصف الأول من تسعينات القرن الماضي ظهر في الحياة السياسية مصطلح " جماعة مدريد " كناية عن الفريق الأردني الذي ذهب إلى مفاوضات السلام في العاصمة الإسبانية وبقي هذا الفريق تحت الأنظار محتكراً اللحظة وتفاصيلها ونجح أعضاء الفريق في الوصول إلى مواقع سياسية إحتكاماً لشروط اللحظة وإشتراطاتها.

طرف المعادلة الثاني الذي لم يجد نفسه داخل أروقة نادي مدريد، لجأ إلى مداعبة الشارع السياسي بالفريق المنافس حتى تكتمل شروط المعادلة الأردنية فظهر على السطح فريق برشلونه وهو مجموعة سياسية ظهرت من رحم مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية كبداية انشقاق عن فريق مدريد الذي تراجع حضورة الشعبي بفعل فشل عملية مدريد الشاملة وتحولها الى تفريعات انتجت اتفاقيات ثنائية بمعزل عن الإتفاقية العربية المنشودة وماتلااها من إختراقات صهيونية للعملية السلمية.

مجموعة برشلونه داعبت خيال الشارع الأردني، فهي بدأت تتحدث عن ضرورة تعميق العلاقة مع اوروبا ممستثمرة في الإنحياز الأمريكي الأعمى للدولة العنصرية الصهيونية وحساسية الشارع من هذا الإنحياز وسط تراجع الأحلام بإنهار السمن والعسل التي وعدت بها جماعة مدريد بعد معاهدة وادي عربة، ووجدت الثنائية مكانها في العقل الأردني المحكوم بنظرية الثنائية مع بداية ظهور حُمّى مدريد وبرشلونه في الرياضة.

فريق برشلونه السياسي بدأ مدعوماً من تيار الديجتال" المتساوق مع اليمين المحافظ ونشط كثيراً حتى نجح في إزاحة فريق مدريد عن مواقع المسؤولية كما نجح فريق برشلونه الكروي في إزاحة مدريد عن البطولات المحلية والأروبية ، فاللحظة يسودها اليمين المحافظ ولابد من تحقيق الإنتصارات، وكان أول أعمال الفريق الجديد تكسير الثوابت الراسخة من وحدة موضوع رسالة الدولة , الى الموقف من العراق ونظامه القومي والابتعاد عن العمق العربي وصولا الى سياسة الخصخصة وانسحاب الدولة من دورها الإجتماعي وتحويل الإدارة إلى مؤسسات موازية وصولاً إلى إبداع إدارة الدولة بنظام الشركات .

مجموعة برشلونة استفادت من اخطاء وخطايا تيار الديجتال , رغم أنها جزء منه أو قد تكون النسخة الثانية أو الجيل الثاني منه ، فأعادت ترتيب اوراقها وأعمالها ونجحت في تحقيق إختراقات في مجلس الأمة ومقاعد الحكومة ، وهي الآن تسعى إلى تثقيف وجودها وتعميقه بامتلاكها أداة تواصل وإتصال ولذلك تسعى إلى إظهار وتظهير وجود شاشة جديدة تحتمي بالحداثة والإصلاح اللذان ينشدهما المجتمع الأردني وقيادته، دون أن يلتفت أحد إلى أن شاشة الأردن الرسمية ورغم تداور أعضاء من مجموعة برشلونه على إدارتها لم تتقدم ولم يحدث لها التطور المأمول، فكيف لنفس الإدارة التي فشلت في تطوير القائم ، ان تنجح في الجديد , إلا إذا كان المطلوب تهشيم الأدوات المقبولة مجتمعياً والتي تحمل دلالة وطنية حتى وإن شاب عملها التراجع والأخطاء؟.

من يتابع المشهد السياسي والإجتماعي والإقتصادي مؤخراً يلمس مدى الأثر الذي يحدثه فريق برشلونه في الحياة الأردنية ومدى تراجع مفهوم الدولة ورسالتها في الحياة العامة وعند الأجيال الجديدة فهذا الفريق أعاد استنساخ تجربة الديجيتال باستفادة من أخطاء تلك التجربة مع الإتفاق على وحدة الهدف الرئيس بأن تبدأ الدولة من جديد – اي من مرحلتهم – وليس استنادا الى ارثها وتراثها .
Omarkallab@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :