في ذكرى النكبة .. سلامٌ على الشهداء
17-05-2008 03:00 AM
اليوم شعرت أن من الواجب علي أن أحزن وأخجل من نفسي ،فأعلنتُ السواد كما الأرض التي لم تخفِ حزنها ،ومفاتيح العودة التي استعادت ذكريات أيار وحكايات أصحاب يوم الخروج الكبير .
اليوم تحملنا الذكرى إلى حيث الحقول والرجال الذين كانوا يتأهبون للحصاد والحياة ولامرأة شدّتْ وسطها لتبدأ يومها مع الشمس والبرتقال ،والبحث في عيون ذلك الرجل المفعم بالحياة ،تحملنا الذكرى إلى صبي وصبية أوشك قلبهما أن يزهر حبا ، وأطفال يطاردون الفراشات على بساطٍ من ربيعٍ فلسطينيٍ جميل .
وحدهم الشهداء كانوا يعلمون أن مغاليقَ الدروب الطويلة قد فُضَّ ختمها وحدهم كانوا يعاينون هذا الأسى الستيني ،وهذا الرحيل الذي تشعبت دروبه فسلامٌ عليهم وعلى أرواحهم التي لا زالت تنير ظلمات الطريق،وتُبشر بأن مفاتيح العودة ستجد أبوابها ،وقهقهات الأطفال ستبسم على الثغور،لتعيد للأرض بهجتها ،وأن الرجل الذي سرى يوم الخروج ،سيعود ليحمل منجله ،فحقله لا يعترف بزمن الرحيل ،وستعود ذات المرأة في البحث في عينيه عن حكايات زمن ما قبل سِفْرِ الشتات الفلسطيني.
في يوم الكارثة والنكبة انظر في الوجوه لعلي أجد بعض أمل بأن الغيمة التي غابت وصامت عن المطر ،وأن الحقل الذي أعلن الحداد الطويل سيعودان كما كانا ،وأن الشمس ستعود لتشرق على تراب فلسطيني وعشق فلسطيني وأيام جديدة نودعُ فيها ذكريات رحلتنا المتشحة بالسواد .
في هذا اليوم أشعرُ أن طريقنا طويل ودروب الشتات ما زالت تغري الأقدام بمزيد من الذكريات الحزينة ، وان الزمن أصبح يتسعُ لسنوات عجافٍ أخرى، في هذا اليوم أعلنُ أني أخجلُ من نفسي ، ومن خطيئة قومي، وسأتشحُ بالسواد بدءاً من القلب وحتى الدم الذي يسري في العروق ،وليكن دمعي اليوم أسوداً.