facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




يحكى انه ..


م. محمود العوران
16-08-2015 07:08 PM

يحكى أنه في اربعينات القرن المنصرم، رُزق رجل بأنثى، فسُئل: بماذا رُزقت؟ فكان جوابه مجرداً من الأدب مع خالقه - عزّ وجل - بل وكان في قمة الوقاحة مع خالقه الوهّاب، فقال: رُزقت بعاهرة.

وحقاً؛ فإن هذا الأب ينطبق عليه قوله - سبحانه وتعالى :"وإذا بشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم" . وقبل الولوج في شخصية هذا الأب، لا بد من إلقاء الضوء على ما تحمله الآية في مطلعها ـ صدر الآية ـ من بشرى؛ فقوله ـ سبحانه وتعالى ـ "بشِّر"، فالأنثى بشارة في حد ذاتها، ووصفت في آية أخرى بأنها هبة من الله ـ عز وجل ـ لقوله "يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور"، فالأنثى بشرى وهبة.

وعوداً على بدء، فإن هذا الأب لا زال يحمل في صدره بقايا من بقايا الجاهلية الأولى،التي كانت تئد البنات وهن أحياء، فالجاهلية المعاصرة تترجم وأد البنات بصور شتى؛ أولاها :الوأد المعنوي، وذلك بتحقير الأنثى، وإشعارها بأنها دون الذكران، وهذا التحقير يحمل صوراً متباينة؛ كعدم ذكر اسم العروس في بطاقة الدعوة، والاكتفاء بكتابة" كريمته" ـ وكأن اسمها عورة، ولا تستحق الذكر، وكذلك لا يكون حظ أهل العروس من بطاقات الدعوة إلا لعدد اليسير، وكأن العروس ذهبت خطيفة ،وأما إخوة العروس فلا يكادون يظهرون الفرح على محياهم، بينما إخوة العريس يقدمون الدبكات والرقصات ابتهاجاً بزفاف أخيهم، وثاني صور الوأد الحديث: حرمانها من الميراث، بحجة أنها متزوجة من غريب، ويكفي الوعيد الرباني في هذه القضية ـ حرمان البنات من الميراث ـ قوله تعالى بعد أن فصل أنصبة الميراث "وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) النساء..

وثالث تلك الصور: وأد البنات قبل التكوين، فيذهب الزوجان إلى الطبيب لفصل الذكور عن الإناث قبل أن تخلق.

وعودة إلى النقطة المركزية في هذه المقالة،وهي وصف الرجلِ ابنتَه بالعاهرة، فأقسم بيمين لا أحنث فيه، وأقسم بمن كرّم الأنثى بأنها طاهرة، وأنها بريئة من العهر كبراءة الذئب من دم يوسف ـ عليه السلام ـ وأن بها من العفة ما يجعل الرواسي الشامخات تنحني إجلالاً وإكباراً لها؛ لأنها هبة من الله - عز وجل - للوالدين، ولأنها لا ذنب لها في اختيار جنسها.

ولهذه المخلوقة البريئة "العاهرة!!!"قصة لها شقان، تعلمنا الشق الثاني، ولكننا لم نتعلم الشق الأول منها، فالقصة بأن أب هذه البريئة العفيفة الطاهرة، لم ينجب سوى هذه البنت، وكان عنده فحل، وعدد من الماعز، فكانت سلالة هذا ال مشهورة بغزارة الحليب، ووفرة اللحم، ولهذين السببين ـ الحليب واللحم ـ كان هذا ال يقوم بوظيفة ال المستعار، لا هم له ولا شغل إلا تلقيح أغنام الجيران؛ لتحسين نسلها.

صيت هذا ال المستعار في القرية كلها، فحاولوا شراءه من تلك البنت، فرفضت. وذات يوم قام أحد إقطاعي الماعز باستعارة ال لتحسن نسل ماعزه، فما أن أبصرت الماعز ذاك الفحل، حتى علت الزغاريد، مما إدى إلى جرح كرامة تيوس تلك الماعز، مما أشعر تلك التيوس بانتقاص من فحولتها، وأنها غير قادرة على تلبية رغبات إناثهم، فخيّم الشؤم على تيوس ذاك الإقطاعيّ، فحقدت التيوس على ذلك الفحل، وكادوا له كيداً، وبيتوا له نية عاقبتها وخيمة، فاتفقوا على كسر فحولته،وذلك بالاعتداء عليه جنسياً، واغتصابه جهاراً نهاراً، بل وبالتناوب عليه من قيل التيوس كلها.

ولم يستطع الإقطاعيّ أن يحول بين تيوسه الهائجة المائجة، وبين ذاك الفحل، فأصاب هذا الفحل ما أصابه من التحطيم النفسي وكسر هيبته، فضلاً عن الأذى الجسدي نتيجة النطح.

فأعاد ذاك الإقطاعي ال المستعار إلى صاحبته، فلما رأت ال وما حل به من الجراح، بادرت الرجل بسؤالها: ما الخطب؟ وماذا دهاه؟، فما كان جوابه إلا أن قال : اسأليه!؟ فالجواب القاطع عنده. هذه قصة عاهرة، فأعود لأقسم ثانية بأن عاهرة ليست بعاهرة، بل هي الطاهرة،ولكن التيوس تيوس، قد فعلت فعلتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :