هل تمتلك السعودية سلاح الردع النووي
د. فهد الفانك
16-08-2015 03:38 AM
عندما كشفت الهند عن صنعها للقنبلة الذرية وأجرت تجارب علنية عليها، لم تعد الباكستان بحاجة للتستر على برنامجها الذري، فمن يلومها إذا كان خصمها اللدود يملك قنابل ذرية.
تنطبق هذه الصورة إلى حد بعيد على حالة السعودية وإيران، فإذا كانت إيران تريد أن تمتلك القدرة على صنع القنبلة الذرية فماذا تنتظر السعودية؟
السعودية لم تنتظر، خاصة وأنها - في عهدها الجديد - أصبحت دولة ديناميكية متحركة وفعالـة وفي هذا السياق، نفهم العلاقات الجديدة مع روسيا، والتعاون القوي مع فرنسا، وهي المصادر المعتمدة لتصدير التكنولوجيا النووية.
لدى السعودية برنامج لبناء 16 مفاعلاً ذرياً، ومن المؤكد أن هذه المفاعلات ستكون مكرسة لأهداف سلمية لا يحق لأحد أن يعترض عليها، ولكنها توفر القدرة على التحول بالاتجاه الآخر عند اللزوم.
إذا امتلكت السعودية سلاحاً ذرياً فلن يكون هدفه الاعتداء على إيران أو غيرها، بل سيكون سلاح ردع، لمنع الآخرين من تهديد أمنها سواء جاء التهديد من إيران أو غيرها من الدول الذرية.
التكاليف المالية قد تكون باهظة ولكنها لا تقف عائقاً امام برنامج نووي سعودي، فإذا كانت الهند والباكستان وإيران تستطيع تحمل الكلفة بالرغم من محدودية مواردها، فإن السعودية بالتأكيد أقدر على ذلك.
صحيح ان الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى يحول دون صنع قنبلة ذرية إيرانية خلال عشر سنوات، ولكن ماذا بعد ذلك، عندما تكون إيران قد امتلكت القدرة على صنع القنبلة عندما تشاء، فالسنوات العشر سوف تستغل للاستعداد.
لمدة طويلة كانت السعودية تعتمد إلى حد بعيد على الحليف الأميركي في ضمانة أمنها، ولكن اتضح الآن أن أميركا لا ُيعتمد عليها، وأنها لا تتردد في التخلي عن أصدقائها إذا تغيرت الظروف واقتضت مصلحتها ذلك. واتفاق أميركا مع إيران في وجه المعارضة السعودية برهان على ذلك.
لروسيا مصلحة استراتيجية في التعاون مع السعودية، ليس فقط لأنها دولة غنية، بل أيضاً لأنها تستطيع أن تخدم الأمن الروسي بوقف الدعم المالي والإعلامي للمتمردين في الشيشان، ولا تستطيع روسيا أن تتجاهل حقيقة أن المسلمين يشكلون 15% من مواطني الدولة الروسية.
الأيام والسنوات المقبلة حبلى بالمفاجآت والأحداث الكبار.
الرأي