هل يباغت الرئيس الوزارات ؟
عصام قضماني
15-08-2015 04:50 AM
حملت زاوية عين الرأي في «الرأي» خبرا يقول أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور ينوي زيارة عدد من الدوائر والمؤسسات المعنية بالاستثمار يستهلها بدائرة الجمارك العامة.
مجرد نشر المعلومة سواء كانت مسربة أو بشطارة الصحفي الذي التقطها فإن الزيارة فقدت عنصر المفاجأة المطلوبة جدا للتحقق من آلية العمل دون استعداد مسبق من جانب الدوائر المعنية وتأهب المسؤولين فيها لجعل الأمور على ما يرام.
كم هي المشاكل التي كشفها جلالة الملك عبدالله الثاني في دوائر ومؤسسات الحكومة كانت بفضل الزيارات المفاجئة التي غالبا ما كان يتخفى فيها، وقد دخل ذات مرة الى مستشفى البشير ليكتشف خراب مصاعده التي تخدم المرضى باستثناء مصعد خاص بالإدارة.
حتى يضع رئيس الوزراء يده على الخلل، عليه أن يقوم بزيارات مفاجئة على الأقل ولا نطالبه بالتخفي، لكن المقارنة بين ما يستمع اليه من تنظير وبين الواقع الفعلي لآليات العمل تحتاج لمثل هذه الزيارات غير المعلنة مسبقا.
ثمة زائر متخفي كان يجول بين الوزارات والدوائر ليسجل علامات لصالح مسابقة تعقدها جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز الحكومي، لم تخرج بنتائج جيدة عن العام الماضي، هل تم متابعة الإختلالات التي كشفتها ؟. وهل هناك تقرير يرصد الإصلاحات التي تمت في النقاط التي أثيرت ؟
زيارات المسؤولين لا تزال تقتصر على المؤسسات ضمن ولايتهم، وتقتصر على جلسة يحاور فيها الوزير المسؤول الأدنى، الذي بالضرورة ينقل له كل ما هو إيجابي عن سير العمل وهكذا ينفض الإجتماع بلقطة تذكارية تتابع دوائر العلاقات العامة والاتصال نشرها في صحف في اليوم التالي بإلحاح، وهو ما يجب أن يتوقف.
لا نقول أن على المسؤول التوقف عن زيارة المؤسسات التابعة، فذلك هو أقل واجباته، لكنه يجب أن يواجه الناس والمراجعين في تلك المؤسسات فعندهم الخبر اليقين، وهكذا يكون العمل وهكذا تكون المتابعة وهكذا يتحقق الإنجاز..
سوء الفهم لقرارات الحكومة ذات العلاقة بالناس يقع عندما يغيب التفاعل المباشر مع الناس وسلوك بعض الموظفين في أكل وقت العمل وهدر وقت المواطن المراجع في ظل تواطؤ المدراء هو بلا شك هدر فالوقت له كلفة، لكنه يتسبب في فقد المصداقية والثقة، والموظف الذي يمارس مثل تلك السلوكيات يجعل من كل ما تقوله الحكومة كلاما فارغا وبلا مصداقية.
الرأي