نموذج لفكر الإخوان (المعتدل)
د. فهد الفانك
14-08-2015 04:52 AM
تكرمت السيدة الجليلة زينب الغزالي على النصارى العرب بأنها لن تعاملهم في الدولة الإسلامية كما تعامل حكوماتهم الأقليات المسلمة في مواطن أغلبياتهم. ومع أنها تعرف أن المسلمين في أوروبا وأميركا يتمتعون بحقوق مدنية وسياسية لا يجدون مثلها في بلادهم ، حيث الاستبداد والتخلف باسم الدين ، إلا أن هذا موضوع آخر. السؤال الذي قد يطرحه مسيحيون عرب على المفكرة الإسلامية: ما المقصود بحكوماتهم؟.
حكومات المسيحيين العرب في نظر السيدة زينب هي حكومات أميركا وبريطانيا وفرنسا. هل هذا معقول؟ على السيدة الجليلة مراجعة هذه الغلطة والاعتذار عنها فالمسيحيون العرب لا يقبلون الانتماء إلى الأجنبي لأنهم عرب اقحاح كانوا هنا قبل وصول الفتح الإسلامي.
وهي تقول أن للذميين حقوقاً. أولاً لعلم السيدة الفاضلة أن المسيحيين مواطنون لا ذميين ، والعالم لا ينقسم إلى مسلمين ومسيحيين ويهود فقط ، بل يتكون من شعوب وأمم ، وإذا كان هناك شيء اسمه الأمة العربية فالمسيحيون العرب جزء لا يتجزأ منها.
أما الحقوق التي تذكرها السيدة الجليلة فمنها: حماية الأبدان والدماء ، وحماية الأعراض ، وحماية الأموال ، (من استدان من ذمي فعليه أن يقضي دينه). هذه الحقوق لا تجعل أحداً يشعر بالانبهار لأنها حقوق أساسية تضمنها الدول للأجانب والسياح.
إنني وأنا استمع لقادة الرأي الإسلاميين سواء كانوا متطرفين أم معتدلين حول قبولهم بالديمقراطية والعدل والإنصاف. أتساءل ما الذي يخيفهم من المساواة والتسليم بحقوق المواطنة الكاملة لزملائهم وإخوانهم في العروبة الذين أسهموا في الحضارة الإسلامية وخدموا اللغة العربية وقدموا قيادات في العمل الوطني والقومي.
داعش ليست مجرد تنظيم إرهابي تأخذ شكل دولة إسلامية بل هي مع ذلك وقبله عقلية وأسلوب تفكير موجود بيننا ويجد أن الفرصة سانحة للتعبير عن نفسه دون حاجة لعمليات تجميل.
يقول أستاذ ازهري أن المبادئ التي تمارسها داعش تطابق ما نعلمه في الأزهر الشريف ، الفرق يكمن في تطبيق أمور لم يعد تطبيقها وارداً في عصرنا ، مثل قطع الرؤوس ، والعقوبات الجسدية كالجَلد وقطع اليد ، ورجم الزانية حتى الموت ، وملكية العبيد ، وبيع الإماء والسبايا ، مما كان عمر ابن الخطاب سوف يوقف العمل به لو عاش في عصرنا.
الراي