وأخيرا دخل جهاز المخابرات الروسية على الخط، وخرج علينا بمعلومة مهمة وخطيرة جدا، تعيدنا إلى منتصف خمسينيات القرن المنصرم في سوريا التي تخلصت من عميل إسرائيلي كبير، لتبتلى لا حقا بعائلة تعج بالعمالة وأودت بسوريا إل الهاوية.
وقبل الغوص في التفاصيل، فإننا نطالب جهاز المخابرات الروسية أن يعيد فتح الملف من جديد، ويعلن للعامة كافة التفاصيل الجزئية التي تهمنا، وتعيننا على "الصمود " أمام أصحاب التوجه الداعشي، الذين لا يقبلون المساس بهوية "خليفة " السوء زعيم الخوارج الجدد أبو بكر البغدادي وإسمه الحقيقي شمعون إيلوت.
القصة وما فيها أن جهاز المخابرات الروسية مؤخرا كشف هوية زعيم الخوارج الجدد- داعش الملقب بأبي بكر البغدادي، مع انه كما يقال من سامراء، ولا أدري لماذا إنتسب إلى بغداد.
قالت المخابرات الروسية إن "الخليفة " المزيف البغدادي الذي يحمل الإسم المزيف الحالي :إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني، ليس عراقيا ولا عربيا أو مسلما أصلا، رغم أنه ظهر علينا مرة في أحد جوامع الموصل، وهو يعتلي منبر رسول الله، ويضع في معصمه ساعة غريبة لا يعقل لخليفة حقيقي أن يظهرها في معصمه.
والعهدة على المخابرات الروسية فإن هذا الخارجي الجديد هو يهودي واسمه شمعون إيلوت، وأنه عميل استخباراتي بجهاز المخابرات الصهيوني موساد، وزيادة على ذلك فإن هناك صورا له على النت تظهره مع صديقته الإسرائيلية على شواطئ تل أبيب.
وبخصوص مهمته قالت المخابرات الروسية، إن مهمة هذا الجاسوس هي اختراق التحصينات العسكرية والأمنية للدول العربية التي تشكل تهديدا أمنيا لأمن إسرائيل وتدميرها لاجتياحها لاحقا بغية التوسع وتأسيس إسرائيل الكبرى.
لا شك أن هذه المعلومة الإستخبارية الصادرة عن جهاز إستخباري عالمي كبير، دغدغت مشاعرنا كثيرا، نحن الذين نوقن هوية وماهية تنظيم الخوارج الجدد داعش، ومنبت وأصل زعيمه المزيف، ومع ذلك فإننا نكرر مطلبنا من هذا الجهاز أن يفصل أكثر بالنسبة لمكان ولادة شمعون إيلوت ومتى تم تجنيده في الموساد وأين؟
كما أننا نطالب القبيلة العراقية التي ينتمي إليها إيلوت، أن توضح الحقيقة وتدحض ما صدر عن جهاز المخابرات الروسي، حتى نتبين الحقيقة ونكون منصفين، لأن ما أثارته المخابرات الروسية يتداول بيننا لكننا بحاجة لبعض التفاصيل التي لا يقدر عليها سوى جهاز مخابرات عالمي.
عموما، فإن هذه الفضيحة تعيدنا كما أسلفت إلى قصة شبيهة حصلت في سوريا، كان بطلها يهوديا سوريا من حلب اسمه إيلي كوهين – إلياهو بن شاؤول كوهين من مواليد الإسكندرية،هاجر أحد أجداده من سوريا إلى مصر عام 1924.
بعد تأسيس مستدمرة إسرائيل بدأت الحركة الصهيوينة بالعبث في المحروسة بإذن الله مصر، من خلال قيام الموساد بتفجيرات إرهابية لتعكير صفو العلاقات المصرية –الأمريكية، وفي الواجهة فضيحة لافون، وقد إعتقلته السلطات المصرية لكنه ودون الخوض في التفاصيل خرج من القضية بريئا، وشحنه الموساد إلى أمريكا اللاتينية، ومن ثم استقر الأمر بهم إلى شحنه إلى سوريا كونه يتقن العربية، لزرعه جاسوسا هناك بعد أن تأكدوا من قدراته الجاسوسية، وبالتالي عاد إلى وطن أجداده بصفته رجل أعمال سوري مغتربا، جاء إلى سوريا للإستثمار فيها وأعطوه إسما عربيا مزيفا وهو كامل أمين ثابت.
وجد كوهين نفسه في سوريا محظيا بترحاب وتقدير كبيرين، وبدأ يبني خلاياه التجسسية، وينسج العلاقات مع علية القوم، وبحكم عمله الاستخباري وعظم المهمة التي أنيطت به، كان كريما أكثر من حاتم الطائي حيث اشتهر عنه إقامة علاقات مع نساء علية القوم وشراء جاكيتات الفرو لهن شرط أن يقوم بتلبيسهن هذه الجاكيتات بنفسه.
ونظرا لقدراته وهشاشة الواقع الذي زرع فيه، فقد أوشك هذا الكاهن كوهين أن يصبح رئيسا لسوريا لكن الله سلم، ويبدو أن القدر كان يخطط لعائلة عميلة أكبر من كوهين أن تتولى أمر سوريا وتودي بها إلى التهلكة.
ذات يوم كانت هناك مناسبة في الجولان حضرها كوهين وإنتشرت صورته مع الخبر عبر وسائل الإعلام العالمية، فالتقطتها المخابرات المصرية، واستفسرت عنه من المخابرات السورية التي ردت بأنه مستثمر سوري جاء من أمريكا اللاتينية، لكن المخابرات المصرية زودت نظيرتها السورية بملفه كاملا، الأمر الذي جعل المخابرات المصرية تقوم بإعتقاله والتحقيق معه.
لم يصمد الكاهن كوهيم أمام أدلة المخابرات السورية واعترف بمهمته، والأخطر من ذلك أنه اعترف ببناء شبكة تجسسية تضم 40 سوريا منهم 10 نساء، وقد حكم عليه بالإعدام عام 1965، رغم التدخلات والتوسلات الدولية.
انتهينا من كوهين، فهل سننتهي من إيلوت؟